لمّا دخل اليمن ، ونزل ديارها ، وأقام بها ، شرح ديوان ابن الحائك وعنى به ، وذكر غريبه وإعرابه».
ثمّ قال صاحب الإنباه : «ولم أعلم أنّ ابن خالويه دخل اليمن إلاّ من كتاب الأترجة هذا ، وهو كتاب غريب ، قليل الوجود اشتمل على ذكر شعر اليمن في الجاهلية والإسلام»(١). وعلى أيّة حال ـ إن صحّت هذه الرواية ـ فمن المؤكّد أنّ رحلته هذه إلى اليمن كانت قبل رحلته إلى حلب ، حيث سكنها وعاش في كنف سيف الدولة الحمداني بها ، وهناك انتشر علمه. ويزيد الإنباه أنّه تصدّر أيضاً (بميّافارقين) و (حمص) للإفادة والتصنيف ، وأخيراً استقرّ به المقام في حلب ، حيث وافاه الأجل المحتوم سنة سبعين وثلاثمائة»(٢).
وفيما يبدو أنّ ابن خالويه كانت معيشته ضنكاً ، يدلّ على ذلك قوله لسيف الدولة حينما سأل جماعة في مجلسه : هل تعرفون اسماً ممدوداً ، وجمعه مقصور؟ فقالوا : لا.
فقال ابن خالويه : أنا أعرف اسمين لا أقولهما إلاّ بألف درهم لئلاّ يؤخذا بلا شكر.
ويدلّ على ذلك أيضاً قوله :
[من الطويل]
__________________
(١) إنباه الرواة في أنباه النحاة ١ / ٣٦١.
(٢) إنباه الرواة في أنباء النحاة ١ / ٣٦١.