ممْدُوحَينِ محْبُوبَينِ عِنْدَ اللهِ سُبْحَانَهُ مِنَ الجِهَةِ الأوْلى التي تعْرُوكُمَا مِنْ حَيْثُ فِعْلَ المُتَّصفِ بِكُمَا ، نَعْمَ تَكُونَانِ مَبْغُوضَينِ مذْمُومَينِ ممْقُوتَينِ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى وعِنْدَ غَيرِه مِنْ أَرْبَابِ البَصَائِرِ مِنَ الجِهَةِ الثَّانِيَةِ التِي لَحِقَتْكُمَا مِنْ جِهَةِ فِعْلِ المُتَّصِفِ بِكُمَا.
فَهَذِهِ حُكُومَتِي بَيْنَكُمَا لَمْ أَحِفْ فِيهَا ، وَلَمْ أجُرْ ، واللهُ عَلَى مَا قُلْتُ شَهِيدٌ ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيء عَلِيمٌ ، يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى.
فَلمَّا سَمِعَا مَا ذَكَرَهُ لَهُمَا ، وَحَكَمَ بِهِ عَلَيهِمَا ، قَبِلاهُ وانْصَرَفَا عَنْهُ رَاضِيَينِ مَسْرُورَينِ بِمَا رَفَعَ عنْهُمَا مِنَ النِّزَاعِ والْخُصُومَةِ ، وَقَالاَ : هِيَ حُكُومَةٌ وَنِعْمَتِ الحُكُومَةُ ؛ فَالأَحْرَى بِنَا أَنْ نَقُولَ : وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى النَّبىِّ مُحَمَّد خَيْرِ خَلْقِهِ أَجْمَعينِ ، وآلِهِ الأئمَّةِ الهُدَاةِ المعْصُومين أَبَدَ الآبِدِينَ ، ودَهْرَ الدَّاهِرينَ.
وَقَدْ وَقَعَ الفَرَاغُ مِنْ تَحْرِيرِ هَذِهِ الرِّسَالَةِ وَتأْلِيفِهَا بِقَلَمِ مُؤَلِّفِهَا الْعَبْدِ الآثِمِ مُحَمِّدِ الرِّضَا ابْنِ الْقَاسِمِ ، الشَّهِيرِ بِـ : (الغَرَّاويِّ) فِي دَارِ الْحَاجِّ أَحْمَدَ ابْنِ الْحَاجِّ فُضَيل مِنْ أَرْضِ الدَّوْرَقِ فِي يَوْمِ الثُّلاثاءِ ؛ اليومِ الثَّامِنِ مِنْ شَهْرِ صَفَر مِنْ شُهُورِ سَنَةِ الأَلْفِ والثَّلاثمَائَةِ والسَّابِعَةِ والسَّبعِينَ مِنَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ ، عَلَى مُهَاجِرِهَا أَلْفُ سَلام وَتَحيَّة ، وَأَرْجُو مِنْ كُلِّ نَاظِر فِيهَا وَمُطَّلِع عَلَيهَا الإِصْلاحَ لِمَا وَقَعَ بِهَا مِنْ زَيغِ البَصَرِ ، وَزَلَلِ الفِكَرِ ؛ فَإِنَّ المَعْصُومَ مَنْ عَهِدَ اللهُ تعَالَى ، وأَسْأَلُ سُبْحَانَهُ العَفْوَ عَمَّا اقْتَرَفْتُهُ مِنَ الذُّنُوبِ والخَطَايَا بِكَرَمِهِ وعَفْوِهِ وَبِحُرْمَةِ نَبيِّنَا مُحمَّد وآلِهِ الأَئمَّةِ الطَّاهِرينَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَيهِمْ أَجْمَعِينَ مِنَ الآنِ إِلَى قِيَامِ يَوْمِ الدِّينِ.