وَيَتصدَّقُونَ ، وَلاَ نَقْدِرُ عَلَيهِ ؛ فَقَالَ(صلى الله عليه وآله) : إنَّ مَنْ صَبَرَ وَاحْتَسَبَ مِنْكُمْ تَكُنْ لَهُ ثَلاثُ خِصَالِ لَيْسَ لِلأْغْنِيَاءِ : أَحَدُهَا : إِنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفاً يَنْظُرُ إِليهَا أَهْلُ الْجَنَّةِ كَمَا يَنْظُرُ أَهْلُ الأَرْضِ إِلَى نُجُومِ السَّمَاءِ ، لاَ يَدْخُلُهَا إلاّ نَبىٌّ فَقِيرٌ ، أَوْ شَهِيدٌ فَقِيرٌ ، أَوْ مُؤْمِنٌ فَقِيرٌ ، وَثَانِيهَا : يَدْخُلُ الفُقَرَاءُ الجَنَّةَ قَبْلَ الأَغْنِيَاءِ بَخَمْسمائَةِ عَام ، وَثَالِثُهَا : إِذَا قَالَ الغَنِيُّ : سُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ للهِ ، وَلاَ إِلَهَ إلاّ اللهُ ، واللهُ أكْبَرُ ، وَقَالَ الفُقَرَاءُ مِثْلَ ذَلِكَ لَمْ يَلْحَقِ الغَنِيُّ الفَقِيرَ ، وإِنْ أَنْفَقَ فِيهَا عَشْرَةَ آلاَفِ دِرْهِم ، وَكَذلِكَ أَعْمَالُ الْبِرِّ كُلِّهَا ؛ فَقَالُوا : رَضِينَا)(١) ؛ وقَالَ النَّبىُّ (صلى الله عليه وآله) : (يَقُومُ فُقَرَاءُ أُمَّتِي يَومَ القِيَامةِ ؛ وَثِيابُهُمْ خُضْرٌ مَنْسُوجَةٌ بِالدُّرِّ وَاليَاقُوتِ ، وَبِأَيْدِيهِمْ قُضْبانٌ مِنْ نُور ، يَخْطِبُونَ عَلَى الْمَنابِرِ ؛ فَيَمُرُّ عَلَيهِمُ الأَنْبياءُ فَيَقُولُونَ : هَؤلاءِ مِنَ المَلائكَةِ ، وَيَقُولُ المَلائِكَةُ هَؤلاءِ مِنَ الأَنْبِياءِ ؛ فَيَقُولُونَ : نَحْنُ لاَ مَلائِكَةَ وَلاَ أَنْبِياءَ ؛ بَلْ نَحْنُ مِنْ فُقَراءِ أُمَّةِ مُحَمَّد (صلى الله عليه وآله) ؛ فَيَقُولُونَ بِمَ نِلْتُمْ هَذِهِ الكَرَامَةَ؟ فَيَقُولُونَ لَمْ تَكُنْ أَعْمَالُنَا شَدِيدَةً ، وَلَمْ نَصُمِ الدَّهْرَ ، وَلَمْ نَقُمِ اللَيْلَ ، وَلَكِنْ أَقَمْنَا عَلَى الصَّلَواتِ الخَمْسِ ، وَإِذَا سَمِعْنَا بِذِكْرِ مُحمَّد وَآلِ مُحَمَّد (صلى الله عليه وآله) ؛ فَاضَتْ دُمُوعُنَا عَلَى خُدُودِنَا)(٢) إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الأَخْبَارِ المُسْتَفِيضَةِ وُرُوداً عَنِ النَّبيِّ (صلى الله عليه وآله) ، وآلِهِ الأَئمَّةِ الطَّاهِرينَ عليهمالسلام فِي شَأْنِ مَنِ انْتَسَبَ إِلَىَّ واتَّصفَ بِي ، مُضَافاً إِلَى مَدْحِ اللهِ تَعَالَى لَهُمْ فِي كِتَابِهِ الشَّرِيفِ ؛ إِذْ قاَلَ عَزَّ ذِكْرُهُ : (لِلْفُقَرَاءِ
__________________
(١) معارج اليقين : ٣٠١ ، البحار ٦٩/٤٨.
(٢) معارج اليقين : ٣٠١ ، البحار ٦٩/٤٨.