مُوسَى إِذَا رَأَيْتَ الْفَقْرَ مُقْبِلاً فَقُلْ مَرْحَباً بِشِعَارِ الصَّالِحِينَ ، وإِذَا رَأَيْتَ الْغِنَى مُقْبِلاً فَقُلْ ذَنْبٌ عُجِّلَتْ عُقُوبَتُه)(١) ، وَ (سُئِلَ النَّبىُّ (صلى الله عليه وآله) أَيْضاً عَنِ الفَقْرِ ؛ فَقَالَ : هُوَ خِزَانَةٌ مِنْ خَزَائِنِ اللهِ تَعَالَى ؛ فَقِيلَ لَهُ ثَانِياً مَا الفَقْرُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ : كَرَامَةٌ مِنَ اللهِ ؛ فَقِيلَ لَهُ ثَالِثاً مَا الفَقْرُ؟ فَقَالَ (صلى الله عليه وآله) : الفَقْرُ شيءٌ لاَ يُعْطِيهِ اللهُ إلاّ نَبيّاً مُرْسَلاً ، أَوْ مُؤْمِناً كَرِيماً [علَى اللهِ تَعَالَى])(٢) ، (فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحابِهِ وَهُوَ أَبُو هُرَيرَة(٣) ؛ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا جَزَاءُ مُؤمِن فَقِير يَصْبِرُ عَلَى فَقْرِهِ؟ فَقَالَ : إِنَّ فِي الجَنَّةِ غُرَفاً مِنْ يَاقُوت أَحْمَرَ(٤)يَنْظُرُ إِليهَا أَهْلُ الجَنَّةِ كَمَا يَنْظُرُ أَهْلُ الأَرْضِ إِلَى نُجُومِ السَّمَاءِ لاَ يَدْخُلُ فِيهَا إلاّ نَبِيٌّ فَقِيرٌ أَوْ شَهِيدٌ فَقِيرٌ أَوْ مُؤْمِنٌ فَقِيرٌ)(٥) ، وَقَالَ عَلىٌّ أَمِيرُ المؤْمِنينَ عليهالسلام : (الفَقْرُ مَخْزُونٌ عِنْدَ اللهِ بِمَنْزِلَةِ الشَّهَادَةِ يؤْتِيهِ اللهُ مَنْ يَشَاءُ)(٦) ،
__________________
كان تحقّقه بهذا المعنى أشدّ من سائرهم ؛ لأنّ توحيده واتّصاله بالحضرة الإلهية وانقطاعه إليه ، كان في الدرجة التي لم يكن لأحد مثلها في العلوّ ، ففقره إليه تعالى كان أتمّ وأكمل من فقر سائر الأنبياء فبذلك افتخر عليهم.
(١) الكافي ،٢/٢٦٣/١٢/١ ، وفيه عن الامام الصادق عليهالسلام.
(٢) البحار ٧٢/٤٦/٥٧ وص ٤٧/٥٨.
(٣) في البحار ٦٩/٤٨ (رجل من الصحابة) ، وفي معارج اليقين للسبزواري : ٣٠٠ (وقيل أبو ذر).
(٤) في البحار : ٦٩/٤٨ (ياقوتة حمراء).
(٥) معارج اليقين : ٣٠٠ ، البحار ٦٩/٤٨ ، وهذا الحديث غير مرتبط بما قبله ، وإنّما للربط الفنّي قال الشيخ (فقام ..).
(٦) معارج اليقين : ٣٠٠ ، جامع الأخبار : ٢٩٩.