اخْضَرَّ لَهَا مَدَى
الدَّهْرِ عُودٌ ؛ فَاقْنَعْ بِهَذِهِ الْجُمْلَةِ مِنْ ذِكْرِ آثَارِي عَنِ الإِطْنَابِ
، وَلاَ تُحْوِجْنِي إِلَى التَّطْويلِ فِيهَا وَالإِسْهَابِ ؛ فَإنَّ سَدَّ هَذَا
الْبَابِ خَيْرٌ مِنْ فَتْحِهِ عِنْدَ أُوْلِي الأَلْبَابِ ، وَاللهُ الْمُوفِّقُ لَنَا
وإِيَّاك إِلَى سُلُوكِ نَهْجِ الْحَقِّ وَالصَّوابِ.
فَانْبَعَثَ
الْفَقْرُ مُتَكَلِّماً بِكَلام
أَشَدُّ وَقْعاً مِنْ ضَرْبِ الحُسَامِ ، وَآلَمُ
مِنْ سَفَعَاتِ
لَهَبِ الضِّرَامِ ، وَمُوجِّهاً خِطَابَهُ نَحْوَ الغِنَى : أَوَ مَا بَلَغَكَ قَولُهُ
عليهالسلام
الْمَرْوِي عَنْهُ بِطُرُق
مُعْتَبَرَة : (رَحِمَ
اللهُ اِمْرِءاً عَرَفَ قَدْرَهُ ، وَلَمْ يَتَعدَّ طَوْرَهُ)
، وَقَوْلُهُ عليهالسلام
: (الإِنْصَافُ
كُلَّ الإِنْصَافِ مَنْ أَنْصَفَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ)
، وَقَوْلُهُ عليهالسلام
: (رَحِمَ
اللهُ مَنْ شَغَلَتْهُ عُيُوبُ نَفْسِهِ عَنِ النَّظَرِ فِي عُيُوبِ النَّاسِ)
، وَقَوْلُهُ عليهالسلام
: (رَحِمَ
اللهُ اِمْرِءاً نَظَرَ فِي عُيُوبِ نَفْسِهِ ؛ فَشَغِلَتْهُ عَنِ النَّظَرِ فِي عُيُوبِ
غَيْرِهِ)
، وَقَوْلُهُ عليهالسلام
: (وَيْلٌ
لِمَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَاتِ أَخِيهِ
__________________