وقد نوّه المحدّث
النوري من خلال الإشارة إلى عبارتي مقدّمة البحار إلى وجود تحريفات في نقل صاحب الروضات ، فمن خلال عبارتي العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار يتّضح أنّ هذين الكتابين ليسا من تأليف النعماني ، فما هو
السبب الذي أدّى إلى مثل هذا الفهم الخاطئ لهاتين العبارتين؟
لكي نبيّن المنشأ
الاحتمالي لهذا الخطأ ، يجب علينا أن نشير إلى عبارتي مقدّمة بحار الأنوار لكي يمكننا أن نبيّن سبب مثل هذا الخطأ ؛ ففي الفصل
الأوّل من مقدّمة بحار
الأنوار الذي يبحث في تعريف
مصادر البحار ومؤلّفيها قد ورد عنوان كتاب جامع الأخبار ، وقد شغل ما يقرب من الستّة أسطر من البحث في بيان مختلف
الاحتمالات بشأن مؤلّف الكتاب ، ثمّ قال : «وكتاب الغيبة للشيخ الفاضل الكامل الزّكي محمّد بن إبراهيم النعماني تلميذ
الكليني».
إنّ مقارنة هذه
العبارة بالعبارة المنقولة في روضات
الجنّات ، ينشأ منها هذا الاحتمال ، وهو أنّ صاحب الروضات لم يراجع هذا النصّ بصورة تفصيلية ، وإنّما راجع نصّاً يقتصر على ذكر أسماء
مصادر البحار ومؤلّفيها ، وقد حُذفت منها المسائل المرتبطة بالاحتمالات الواردة بشأن مؤلّف
كتاب جامع
الأخبار ؛ ولذلك ذهب به
التصوّر إلى أنّ كتاب جامع
الأخبار مثل كتاب
__________________