المعروف بخبر زائدة ، الذي يلوح من مضامين متنه علائم الصدق ، وآثار الصواب ، ونقله العلاّمة المجلسي في البحار من كامل الزيارة ، ليس من أصل الكتاب وإنّما أدرجه فيه بعض تلامذته ، ولم يتفطّن المجلسي لذلك ، فوقع في غفلة لا بدّ من التنبيه عليها.
ففي الكامل باب (٨٨) فضل كربلاء وزيارة [الحسين عليهالسلام] : الحسين بن أحمد بن المغيرة ـ في حديث رواه شيخه أبو القاسم رحمهالله مصنّف هذا الكتاب ، ونقل عنه ـ وهو عن زائدة ، عن مولانا علي بن الحسين عليهماالسلام. ذهب على شيخنا رحمهالله أن يضمّنه كتابه هذا ، وهو ممّا يليق بهذا الباب ...» الحديث إلى أن قال :
«وأمّا العلاّمة المجلسي فلم ينظر إلى ما صدر به الباب المذكور ، ولم ينقل المقدّمة المذكورة ، فقال : مل ـ وهو رمز الكامل ـ عبيد الله بن الفضل ابن محمّد بن هلال ، عن سعيد بن محمّد. وساق السند والمتن ، وأنت خبير بأنّه ليس من الكامل وإن كان فيه ، وأنّ الناظر في البحار يتحيّر في قوله : وقال مزاحم بن عبد الوارث في حديثه ، فإنّه لم يكن داخلاً في السند الذي أثبته ، فكيف ينقل عنه! ، والمعهود من أئمّة الفنّ أنّهم إذا وجدوا في متن الخبر اختلافاً بالزيادة والنقيصة أو غيرهما من رجال السند ، بأن رواه واحد منهم في كتابه أو حدث به كذا ، والآخر كذا ، يشيرون إليه غالباً ، وأمّا من لم يكن من رجاله فنقله في غير محلّه.