بوصفه منهجاً مؤطّراً لتحليل الخطاب عبر بنيته وأساليبه ، وبعد أن انتهينا من الاشتغال في الخطوات الإجرائية لهذا المنهج في مدوّنة تراثية هي : وصيّة الإمام الصادق عليهالسلام لأبي جعفر محمّد بن النعمان الأحول ، لابدّ لنا أن نلملم شتات بحثنا ، ونعرضها بشيء من التكثيف بما يأتي :
اعتمد المنجز النصّي في خطابه على الحجاج اللغوي بوصفه ظاهرة لغوية نجدها في كلّ قول ، وفي كلّ خطاب بحسب ديكرو.
كشفت لنا المدوّنة عن بعض الموجّهات اللغوية التي تقوم بوظيفة حجاجية سمحت بتوجيه الملفوظ بحسب قصدية المتكلّم ، ومناسبات التلقّي ، ومن ثمّ توجيه المتلقّي نحو القيام بفعل ما أو تركه (الإقناع أو الإذعان).
لقد اندرجت هذه الموجّهات اللسانية ضمن الموجّهات اليقينية ، فكان الهدف من حضور الموجّهات اليقينية في المدوّنة هو إثبات الأمور المنكرة ، وحمل المخاطب على الاقتناع بها وترك الشكّ بها ، وكلما قويت درجة الإنكار ضاعف المتكلّم عوامل التوكيد.
عدّ القسم أساس الأفعال الكلامية ومن المؤكّدات التي تتحقّق من خلال مجموعة من العوامل الحجاجية والتي حصل إجماع ضمني على حجّيتها وقوّتها وتأثيرها.
وظّف الإمام الصادق عليهالسلام أسلوب القصر بصيغته المعروفة بوصفه من الأساليب اللغوية الحجاجية التي توجّه القول توجيه توكيد إثبات.