الناس وإبرازه ، كما أنّه حدّد المسلك التأويلي الذي ينبغي للمتلقّي التزامه للوصول إلى النتيجة ، فالمخاطب لا يجهل (الموضع) ، بل يقرّ به ، لأنّه فكرة عامّة مشتركة ، وبعد قدح العامل تقع عملية التوجيه الحجاجي وتقويته باتّجاه النتيجة ، وهو ما عبّر عنه الجرجاني بـ : (التنبيه) أي التوجيه في معنى من معانيه(١).
وتمثّل النماذج التي يسوقها الإمام الصادق عليهالسلام بنية قصرية موغلة في الحجاج ، ومحقّقة قوى إنجازية تدفع بالمخاطب نحو الاقتناع أو الدحض.
إنّما ينجو من أطال الصمت عن الفحشاء(٢)
إنّما أوليائي الذين سلّموا لأمرنا(٣)
فالوجهة الحجاجية للمثالين المذكورين تروم تغذية المتلقّي للدخول في الأجواء العقدية التي يقدّمها الإمام الصادق عليهالسلام ، ويحصر قاعدة الاستنتاجات الضمنية التي يمكن أن يبثّها المتلقّي ، وذلك عبر ثيمة لغوية (إنّما) والتي تعبّر عن غاية المتكلّم ، وتأكيد الحقيقة وإقرارها في نفس المتلقّي من أجل تقوية التوجيه الحجاجي نحو النتيجة.
الخاتمة :
كان من منن الله علينا أن يسّر لنا إنجاز هذا البحث ، والنظر في الحجاج
__________________
(١) ينظر : رسائل الإمام علي عليهالسلام في نهج البلاغة : ١٤٣.
(٢) ينظر : تحف العقول : ٣٠٩.
(٣) ينظر : المصدر نفسه : ٣٠٩.