وأمّا السنّة : فقوله صلّى الله عليه وآله : «اقتدوا بالذين من بعدي(١) أبي
__________________
(١) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : قال صاحب اللّباب : قالت الشيعة : هذا خبر واحد ، فلا يكون حجّة ، ولأنّه لعلّه قال : اقتدوا بالذين من بعدي أبو بكر وعمر ، على أن يكون أبو بكر مأموراً بالاقتداء ، والذين بعد النبي كتاب الله وعترته كما ذكر في خبر آخر ، قلنا للشيعة : كلّ خبر يقوّي مذهبهم يدعون فيه التواتر ، وكلّ ما يقوّي مذهبنا زعموا فيه أنّه من الآحاد ، وهو تحكّم.
لا يقال : الأخبار التي في حقّ عليّ عليه السلام أقوى ، لأنّ بني اُميّة بالغوا في إخفاء مناقب عليّ عليه السلام ، ولولا قوّتها لما بقيت.
لأنّا نقول : هذا معارض بأنّ الشيعة بالغوا في إلقاء الشبهات في فضائل أبي بكر ، ولولا قوّتها لما بقيت ، بل الترجيح معنا ، لأنّ الإنسان حريص على ما منع ، فاجتهاد ملوك بني أميّة في إخفاء مناقب عليّ عليه السلام يوجب رغبة الناس في إظهارها ، وإلقاء الشبهات يوجب الضعف ، فلمّا بقيت مع هذا المانع القوي دلّ على قوّتها. انتهى.
وأقول : ما ذكره في معرض المعارضة لايصلح للمعارضة ، للفرق الفاحش بين مانعية اجتهاد ملوك بني اُميّة في إخفاء فضائل عليّ عليه السلام ، وبين مانعية إلقاء الشيعة الشبهات في فضيلة أبي بكر ، وذلك لأنّ بني اُميّة الذين كان عداوتهم مع عليّ عليه السلام ، بحيث سنّوا سبّه على رؤوس المنابر ، إذ كانوا ملوك وجه الأرض ، وأرادوا إخفاء مناقب عليّ عليه السلام ، فمن البيّن أنّه لايقدر أحد من رعاياهم على إظهار شيء من فضائل عليّ عليه السلام ، والإنسان وإن