__________________
بلغت أوان حلمي ، وإسلام الصبي لا يصحّ عند بعض العلماء ، ولو صحّ فلا شكّ أنّ إسلام البالغ أفضل ، ثمّ وإن كان عليّ بالغاً وقت الإسلام لكنّه كالصبيّ الذي في البيت ، فلم يكن الإسلام بسببه قوّة وشوكة ، وأبو بكر حين أسلم كان شيخاً محترماً فحصل بسبب إسلامه للإسلام قوّة وشوكة ، فكان أسلامه أفضل.
لأنّا نقول : الخبر من باب الآحاد ، فلا يفيد العلم ثمّ يدلّ على إسلام عليّ بعد البلوغ أنّ سنّه كان بين خمس وستّين سنة أو ستّة وستّين سنة ، وبقي النبي صلّى الله عليه وآله بعد الوحي ثلاث وعشرين سنة ، وبقى عليّ عليه السلام بعده نحواً من ثلاثين سنة ، فإذا أسقطنا ثلاث وخمسين من ستّة وستّين بقي ثلاثة عشر ، وفيها إمكان البلوغ ، ثمّ دلّ على وقوع هذا الممكن قوله عليه السلام لفاطمة : زوّجتك أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً.
سلّمنا أنّه أسلم قبل البلوغ ، لكن ذلك دليل فضله ، لأنّ من طبع الصبيان الميل على الأبوين والميل إلى اللعب ، فإعراضه عنهما وعن اللعب والإقدام على الفكر والنظر من أعظم الدلايل على مساواته للعقلاء الكاملين ، ثمّ لا نسلّم أنّ أبا بكر كان محترماً ليثبت الفرق. ١٢.
أنت تعلم كم في هذه المراتب من الهذيان. ١٢ نور.
قال محمّد بن يوسف بن الحسن الزرندي المدني الأنصاري الشافعي في كتاب الأربعين الصحاح المسمّى بغية المرتاح في ذيل الحديث الثاني والثلاثين : سئل محمّد بن كعب القرظي عن أوّل من أسلم عليّ أو أبو بكر؟