وبيان دلالته على كونه أفضل الصحابة أنّ دعاءه للمباهلة (١) يدلّ على أنّه في غاية الشفقة والمحبّة لعلي عليه السلام ، وإلاّ(٢) لقال المنافقون : إنّ الرسول صلّى الله عليه وآله لم يدع للمباهلة من يحبّه ويحذّر عليه من
__________________
منهم صاحب الكشّاف ، فإنّه روى حديث العباء في تفسير هذه الآية ، وقال : فيه دليل لا شيء أقوى منه على فضل أصحاب الكساء ، [الكشّاف : ١ / ٣٤٣] ومع ذلك وقف صاحب المواقف في مواقف العباء ، وقال : إنّ المراد بأنفسنا ليس خصوص عليّ بل جميع أقارب النبي صلّى الله عليه وآله وخدمه الذين هم بمنزلة نفسه داخل في هذا المعنى بدليل صيغة الجمع. [انظر المواقف : ٣ / ٦٣٢].
والجواب : ما عرفت من إجماع المفسّرين على أنّ المراد بأنفسنا عليّ عليه السلام ، وأيضاً لمّا خصّ النبي صلّى الله عليه وآله أصحاب العباء الخمسة فلا يكون فَعَلَ غيرهم داخلاً. نور الله. بالجملة المناقشة (وبعده كلام غير واضح).
(١) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستري ما نصّه : المباهلة المفارقة ، والمراد هنا التفريق بطريق قطع النسل ١٢. هي الدعاء من الجانبين لهلاك الآخر أو ببعد الآخر من رحمة الله. ١٢ طاهر.
(٢) جاء في حاشية المخطوط للقاضي نور الله التستريّ ما نصّه : قال الشارح القديم : وإلاّ لقال المنافقون : إنّ الرسول صلّى الله عليه وآله ليس على بصيرة من أمره ، حيث أنّه لم يدع للمباهلة من يحبّه ويحذّر عليه من العذاب ، وزيادة الشفقة والمحبّة للمدعو إلى المباهلة إمّا أن تكون لزيادة قربه منه أو لكونه أفضل ، والأوّل محال وإلاّ لما كان عليّ عليه السلام أولى من أخيه عقيل لتساويهما في القرابة ، فلم يبق إلاّ لكونه أفضل ١٢.
فيه ما فيه ، والصواب تقرير الدليل على الوجه الذي ذكرنا في (وبعده كلام غير واضح).