قصروا).
فهذان الحديثان مصرّحان بأنّ أهل مكّة إذا نزلوا من منى لزيارة البيت ورجعوا إلى منى ولم يدخلوا منازلهم أقاموا على التقصير مدّة مقامهم بمنى فيكون قصرهم في خمسة أيّام وخمس ليال ، فظهر بعد ذلك أنّ اشتراط الرجوع ليومه والقول بأنّ المبيت يقطع السفر باطل.
* ومن ذلك صحيحة زرارة(١) عن أبي جعفر عليه السلام قال : (حجّ النبيّ صلّى الله عليه وآله فأقام بمنى ثلاثاً يصلّي ركعتين ، ثمّ صنع ذلك أبو بكر وصنع ذلك عمر ، ثمّ صنع ذلك عثمان ستّ سنين ، ثمّ أكملها عثمان أربعاً فصلّى الظهر أربعاً ، ثمّ تمارض ليشيّد بذلك بدعته ، فقال للمؤذّن : اذهب إلى علي فقل له فليصلَّ بالناس العصر ، فأتى المؤذّن عليّاً فقال له : إنّ أمير المؤمنين يأمرك أن تصلّي بالناس العصر ، فقال : إذن لا أصلّي إلاّ ركعتين كما صلّى رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فذهب المؤذّن فأخبر عثمان ما قال عليٌّ ، فقال له : اذهب إليه وقل له : إنّك لست من هذا في شيء فافعل كما تؤمر(٢) ، قال علي : لا والله لا أفعل ، فخرج عثمان فصلّى بهم أربعاً ، فلمّا كان في خلافة معاوية واجتمع الناس عليه وقتل أمير المؤمنين عليه السلام حجّ
__________________
(١) الكافي : ٤ / ٥١٨. ط الإسلامية ، ٩ / ١٧١ ط دار الحديث.
(٢) هذا من موارد مظلومية أمير المؤمنين سلام الله ، إذ من يكون عثمان من الشرع والشريعة ومن خلافة النبي صلوات الله عليه وعلى آله حتّى يقول لأمير المؤمنين : إنّك لست من هذا في شيء.