كلمة العـدد :
تحقيق التراث
هيئة التحرير
بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ إعادة قراءة التراث الموروث وتحقيقه يجب أن يتميّز بمنهجية علمية ، وذلك من خلال الالتزام بالمناهج المتّبعة في علم التحقيق والتي قرّرها كبار المحقّقين في كتبهم وتحقيقاتهم ، ممّن وضع أصولاً علمية للتحقيق ، فأخذ بتجميع كلّ ما تفرّق من التراث ، وتنظيم كلّ ما تجمّع منه ، وتثبيت ما ثبُت صحّته ، ونفي كلّ ما ثبُت زيفه وفساده ، فقاموا بالتمحيص وبالتفحّص والتثبُّت ، فالتحقيق علم وفنّ وصناعة وإبداع وذوق وتذوّق ، ورغبة في التمرّس في معالجة الموروث من النصوص ، واستجابة للهاتف الوجداني للمحقّق ، ولابدّ من وجود دوافع للتحقيق تستدعي تحقيق النصّ وإعادة قراءته ، وأهمّ تلك الدوافع هو أهمّية النصّ وفائدته تراثياً وعلمياً عند أهل الفنّ والصناعة ، وكشف مبهماته وأسراره ، وكشف بعض الحقائق التي يستبطنها النصّ ، أو كشف بعض الحقائق عن المؤلّف واعتقاداته وآرائه ومبانيه ، مضافاً إلى أهمّية النصوص وما تتميّز به من فائدة في أعادة قراءتها وتحقيقها ، فإنّ إعادة قراءة التراث وتحقيقه يستدعي تغليب أسس التحقيق العلمي الممنهج في معالجة النصّ ومشكلاته ، وفتح مغاليقه ومبهماته ، وتذليل صعابه وتحرير كلماته ، وتصحيح أخطائه من التصحيف والتحريف ، والتمييز بين النسخ الصحيحة والسقيمة ، وتقييد الهوامش بكلّ ما يخدم تحقيق النصّ ، وأمّا إعادة تحقيق بعض المتون فلابدّ هناك من دوافع لإعادة