المحور الثاني
بابل وخططها
لم يذكر الحموي (بابل) ضمن الإقليم الثالث عند تقسيمه للأقاليم السبعة ، وقد ذكرها منه جملة من الجغرافيّين منهم محمّد بن أبي طالب الأنصاري الدمشقي (٧٢٧هـ)(١) ، بل لم يجعلها إقليماً على حدة ، كما جعلها ابن الفقيه الهمذاني(ت ٣٦٥هـ) في كتابه البلدان فإنَّه ذكرها إقليماً رابعاً وحدّها من أفريقيا إلى بلخ(٢) ، ولعلَّ السعة التي ذكرها الهمذاني هي من المجاز ، والله العالم.
وقال الحموي عند وصفه لها : «وإقليم بابل موضع اليتيمة من العقد ، وواسطة القلادة ، ومكان اللبّة من المرأة الحسناء ، والمحّة من البيضة ، والنقطة من البركار(٣)»(٤) ، ذاكراً إنَّ حدّها الأنبار(٥).
وذكر أنَّها على الفرات ، معتمداً قول حمزة ونصّه(٦) : «كانت دارا الملك
__________________
(١) ينظر : نخبة الدهر : ٣١.
(٢) معجم البلدان : ١/٦١.
(٣) (بركار) : كلمة فارسية ، وهي من أدوات النَقّاش والنجّار ، لها شعبتان ينضمّان وينفرجان لتقدير الدارات ، ويُطلق عليها بالعربية (الفرجار).
يُنظر : تاج العروس : ١ / ٢٨٤٣.
(٤) معجم البلدان : ٤ / ٩٤.
(٥) معجم البلدان : ١ / ٢٥٧.
(٦) حمزة بن الحسن الأصفهاني (ت ٦٠ هـ) : مؤرّخ ، أديب ، من أهل أصفهان ، زار