وقد ادّعى فى المناهج تواتر الأخبار معنى وقد ادعى فى الضّوابط كونها متواترة بالتواتر الاجمالى لكن يمكن القدح فى هذا مع عدم دلالة جميع الأخبار فلا بدّ من تصحيح سند الدّال منها قوله الرجل ينام وهو على وضوء الظاهر انّ المراد بقوله ينام يشرف على النوم او يريده لأنّ تقارن زمان الحال وعامله واتّحادهما فيه امّا دائمى او غالبى ومن المعلوم انّ النّوم لا يجتمع مع الكون على الوضوء ولا ضرورة داعية الى الالتزام بالخلاف مع ان السّئوال عن كون الخفقة والخفقتين موجبة للوضوء مع عدم كونهما من النوم لغة وعرفا على ما سيجيء تحقيق ذلك ونقله عن اهل اللّغة يوجب ذلك على بعض الوجوه ومنه يظهر فساد ما ذكره بعض المحشّين من انّ الظاهر ان منشأ سؤاله الشكّ فى اندراج الخفقة والخفقتين تحت النّوم الناقض بعد الفراغ عن اندراجها تحته لغة وعرفا وعن عدم كونهما ناقضا مستقلّا حسبما يشهد به تفصيل الامام ع بين مراتب النوم وقوله الرّجل ينام اذ الظاهر منه تحققه لا ارادته الى آخر ما افاد قدّس سره قوله هل يوجب الخفقة والخفقتان عليه الوضوء فى القاموس خفق فلان اذا حرّك راسه عند النعاس وقال ايضا السنة ثقلة النوم او اوله او النّعاس وفى تفسير الفخر السنة ما يتقدم النوم من الفتور الّذى يسمّى النعاس وقيل الخفقة تحريك الرّاس بسبب النّعاس ونقل شيخنا قدسسره عن جماعة ان الخفقة والخفقتين من الحالات الحاصلة قبل النوم وفى القرآن لا تاخذه سنة ولا نوم وهو يدلّ على التغاير ايضا لمكان العطف فثبت من جميع ذلك ان الخفقة تحريك الرّاس قبل النوم بسبب النعاس الّذى يسمّى بالسنة ايضا وان جميع ذلك مقدم على النوم وح فيمكن التفات زرارة لهذه الدقيقة ويكون سؤاله عن كون الخفقة والخفقتين من النواقض المستقلة ام لا ويكون الجواب عنه عدم كونهما كذلك من جهة ان فيهما نوم العين فقط والمعتبر نوم العين والأذن والقلب ويمكن عدم التفاته الى ما ذكر ويكون سؤاله عن حقيقة النوم وان حقيقتها هل تشمل الخفقة والخفقتين مع العلم بكون النوم ناقضا ويمكن ان يكون سؤاله عن كون النوم ناقضا مطلقا مع العلم بكون الخفقة والخفقتين من مراتبه والشبهة على جميع التقادير شبهة حكمية ولا يخفى انطباق الجواب على الاحتمالين الاخيرين ايضا لكنّهما ضعيفان بالنظر الى جلالة قدر زرارة