بوجوب الترجيح بكل مزية فى غاية البعد مع ان حملها على ذلك حمل على فرد نادر مع ان تاخير البيان عن وقت الحاجة جائز لانّ بيان الاحكام كان على التدريج كما سيأتى التصريح بذلك فى كلام المصنّف فى المسألة الاولى من مسائل بيان مرجّحات الدّلالة فانتظر فتامّل جدا قوله بعد ان حكى الاجماع عليه عن جماعة قد عرفت ان العلامة قد ادعى الاجماع فى مواضع من كتبه كالنهاية وغيره على ذلك وقد ادعى غيره الإجماع على ذلك ايضا قوله فانّ اعتبار هاتين الصّفتين اه المراد بالاصدق والاوثق ان يكون ملكة الصّدق والوثوق فيه اشد من غيره وبهذا الاعتبار يكون خبرهما اقرب الى الواقع ومع الغاء احتمال الموضوعيّة والسببيّة تكون النتيجة وجوب الاخذ بما هو اقرب الى الواقع والغاء احتمال الموضوعيّة اما من جهة تنقيح المناط القطعى او من جهة الظهور اللفظى وكلاهما ممنوعان والّا لدلّ ما دلّ على حجية خبر الثقة والصادق مثل رواية ابن ابى الجهم عن الرّضا ع قلت يجيئنا الرّجلان وكلاهما ثقة بحديثين مختلفين فلا نعلم ايّهما الحق قال ع اذا لم تعلم فموسع عليك بايّهما اخذت ورواية حادث بن المغيرة عن الصّادق ع قال اذا سمعت من اصحابك الحديث وكلّهم ثقة فموسع عليك حتى ترى القائم ع (١) فانه الثقة المامون وقوله ع فاسمع لهما واطعهما فانّهما الثقتان المأمونان وقوله ع حديث واحد فى حلال وحرام تاخذه من صادق خير لك من الدّنيا وما فيها من ذهب وفضّة الى غير ذلك من الأخبار على حجيته كل ما يوجب القرب الى الواقع كما اشار اليه شيخنا قدّس سره واما الاشكال الّذى اورده شيخنا وغيره على المصنف ره بان استفادة التعميم من لفظ الاصدق منافية لما ذكره سابقا من حمل بيان الاوصاف فى المقبولة على مرجّحات الحكمين فمندفع بان المصنّف ذكره على سبيل الاحتمال حيث قال غير بعيد مع ان ما ذكره سابقا مبنى على الاقتصار على الترجيح بالمرجّحات المنصوصة الّذى هو مذهب الأخباريين وليس مبنيا على مذهبه ولذا قال فى باب حجّية خبر الواحد بعد ذكر الترجيح بالاوصاف فى المقبولة ما هذا لفظه وموردها وان كان فى الحاكمين الّا ان ملاحظة جميع الرواية تشهد بان المراد بيان المرجح للروايتين اللتين اسند اليهما الحاكمان ومنه يظهر وجه آخر للتوفيق بين كلماته بان حمل الرواية على مرجحات الحكمين انما هو من جهة ملاحظة المورد فقط وان حمل ذكر الصفات فيها على مرجحات الرواية انما هو من جهة ملاحظة مجموع الرواية صدرا وذيلا سؤالا وجوابا فاندفع الاشكال المذكور عنه قدسسره كاندفاع ما اورده عليه المحقق الخراسانى ره من ان ما ذكره المصنف من ان الترجيح بالاصدقية والاوثقية انما هو من جهة الاقربية الى الواقع معارض بما هو اقوى وذلك لان الترجيح بهما يصلح لان يكون من حيث الخصوصيّة تعبدا وان كان الاظهر ان منشأ الترجيح بهما
__________________
(١) وقوله