قوله نعم يمكن ان يقال اه غرضه ابداء انّ الاصل فى المعارف وجوب تحصيل العلم بها الّا ما خرج بالدّليل فيكون اغلب المسائل الاصوليّة من القسم الاوّل لكن التمسّك بعمومات الكتاب والسنّة انّما هو بعد اثبات واجب الوجود لذاته وعدله وصدقه وانّه لا يفعل القبيح ولا يخلّ بالواجب واثبات الرّسول ص وصدقه بالدّليل العقلى فالعمومات انّما تنفع فى غير ما هو من هذا القبيل من المعارف كما هو ظاهر وينبغى ان يعلم انّ العمومات المذكورة انّما تثبت وجوب المعرفة القطعيّة مطلقا وامّا اعتبار كونها حاصلة عن النّظر والاستدلال فلا قوله وقوله عليهالسلام ما اعلم شيئا بعد المعرفة اه فعن الكلينى فى الصّحيح عن معاوية بن وهب قال سألت أبا عبد الله ع عن افضل ما يتقرب به العباد الى ربّهم واحبّ ذلك الى الله عزوجل فقال ما اعلم شيئا بعد المعرفة افضل من هذه الصّلاة ألا ترى الى العبد الصّالح عيسى بن مريم ع قال واوصانى بالصّلاة والزّكاة ما رمت حيّا والمراد من قوله هذه الصّلاة هى الصّلاة اليوميّة لأنّها الفرد المتعارف المعهود وليس فى الخبر الصّلوات الخمس فما فى العبارة نقل بالمعنى ثم انّ الاستدلال بالحديث على كون الصّلاة اليوميّة افضل كما فى الفيّة الشهيد وغيرها من ساير الأعمال بعد المعرفة موقوف على كون عدم وجدان الإمام ع دليلا على عدم الوجود فى الواقع وهو كذلك لاحاطته عليهالسلام بالاحكام باسرها لكن لا دلالة فيه على كون المعرفة واجبة اذ هى موقوفة على عدم امكان افضليّة المستحبّ عن الواجب وهو محلّ نظر فانّ الابتداء بالسّلام مستحبّ مع انّه افضل من الردّ الواجب وابراء المعسر من الدّين مستحبّ مع انّه افضل من انظاره به وهو واجب واعادة المنفرد الصّلاة مستحبة مع انّها افضل من الاولى الواجبة الّا ان وجوب المعرفة معلوم من الخارج ثم انّ هنا دقيقة ينبغى التنبيه لها وهى انّ السّئوال انّما وقع عن افضل الاعمال الّتى يتقرّب بها الى الله ولا شكّ انّ معرفة الله لا يتحقق فيها التقرب ولا يتوقف على النيّة لتوقف نية القربة على معرفة المتقرب اليه فلو توقفت المعرفة عليها دار والجواب ان فى الجواب عدولا عمّا اقتضاه السّئوال وتحقيق للمقام بوجه آخر وهو انّ المعرفة بالله افضل من الصّلاة بمعنى انّ الله جعل جزائها اعظم الجزاء والحاصل انّ المعرفة