ثبوت البرهان على خلافه قوله لم يكن لك بدّ من حمل التّصديق على ما ذكرنا يعنى ان ملاحظة الرّواية المتقدّمة توجب حمل التصديق فى رواية إسماعيل على كون المخبر صادقا فى اعتقاده لا على ترتيب آثار الواقع الّذى هو معنى حجّية خبر الواحد لكن لا مساغ لحمل الايمان للمؤمنين فى الآية عليه وتوضيح ذلك انّ الأيمان الّذى هو بمعنى التّصديق فى الآية على ما عرفت من الاخبار والتّفسير ايضا لا يمكن حمله على ترتيب جميع الآثار الواقعيّة الشرعيّة بعد كون المخبر منافقا وبعد اخبار الله تعالى النبىّ ص يكذبه ونفاقه كما عرفت من تفسير القمىّ ره وكذلك لا يمكن حمله على المعنى الاوّل من المعنيين المذكورين اعنى الصّادق فى اعتقاده لعدم اعتقاد المنافق المذكور بصدق خبره بل كان يعتقد كذب خبره وانّه كان نمّاما وانّ اظهاره عنده ص بعدم كونه كذلك كان مخالفا للواقع فلا بدّ من حمله فى الآية على اظهار القبول والتصديق فى مرحلة الظاهر وعدم تكذيبه رأسا مع العمل فى نفسه بما يقتضيه الاحتياط التامّ وهذا المعنى الثالث وان كان مخالفا للمعنى الثانى الّذى حملنا رواية إسماعيل عليه اذ ليس فى هذا المعنى الحمل على الصّادق فى اعتقاده كما كان فيه على ما دريت لكن يشاركه فى انّ فى كليهما عدم ترتيب آثار الواقع واظهار القبول وعدم التكذيب رأسا وبهذه الملاحظة يمكن تصحيح الاستشهاد بالآية فى خبر إسماعيل وغيره اذ لا تعتبر فيه المطابقة من جميع الجهات وهذا لا يخلو عن تامّل ويمكن حمل قول المصنّف ره ما ذكرنا على ما ذكره سابقا من حمل التصديق على اظهار القبول وعدم تكذيبه رأسا فيتطابق الآية والرّواية فيتمّ الاستشهاد او على انّ المراد به هو ما ذكره ره فى هذا المقام من المعنى الاوّل الّذى يقتضيه حمل فعل المسلم على الصّحيح والصّادق بدعوى مطابقته لما ذكره سابقا من الحمل على اظهار القبول وكلاهما لا يخلو عن بعد فتأمّل جيّدا قوله فى وجوب التصديق بمعنى ترتيب الآثار اه لا ريب فى ظهور خبر إسماعيل والخبر الآخر الّذى نقلنا عن فروع الكافى ورواية العيّاشى خصوصا بملاحظة صدرها فى انّ التصديق فيها بمعنى ترتيب جميع الآثار فتكون فى عداد الرّوايات الآتية الدالّة على حجّية خبر الواحد وان كان فى تطبيق الاستشهاد على هذا المعنى خفاء ويمكن تطبيق الآية ايضا على ذلك فيتمّ الاستشهاد وذلك بان يحمل قوله تعالى (أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ) وقوله تعالى (وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ) على المنافقين بان يكون معنى الاوّل قل كونه