قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

محاضرات في أصول الفقه [ ج ٢ ]

محاضرات في أصول الفقه [ ج ٢ ]

113/447
*

.....................................

__________________

ـ الملكات النفسانيّة الطيبة والخبيثة التي تحصل لنفس الإنسان من مزاولة الأعمال الحسنة والسيئة ، وليستا من الصفات الذاتيّة اللازمة لذاته منذ وجوده في هذا الكون أو انعقاده في الرحم.

فالنتيجة على ضوء هاتين الناحيتين هي انهما صفتان عارضتان المنتزعتان من الأعمال الخارجية.

وأضف إلى ذلك اننا إذا حللنا الإنسان تحليلا موضوعياً فلا نجد فيه غير الصفات المعروفة ، والملكات النفسانيّة ، والقوى الشهوانية ، والقوى العقلية صفة أخرى ذاتية له تسمى بصفة الشقاوة أو السعادة.

وبكلمة أخرى ان الإنسان لحظة تكونه في بطن أمه أو لحظة وجوده على وجه الأرض لا توجد لديه اية صفة من الصفات والملكات النفسانيّة ، والقوى العقلية والشهوانية ما عدى حياته الحيوانية ، وتحصل هذه الصفات والملكات والقوى له بمرور الأيام وطول الزمن ، وبطبيعة الحال ان صفتي الشقاوة والسعادة لو كانتا ذاتيتين له لكان الإنسان واجداً لهما من تلك اللحظة وهو كما ترى. ومن هنا لا يصح إطلاق الشقي عليه منذ تلك اللحظة وكذلك السعيد. وعلى هذا الضوء فلا مناص من الالتزام بأنهما كسائر الملكات النفسانيّة تحصل لنفس الإنسان من مزاولة الأعمال الخارجية مثلا تحصل صفة الشقاوة لها من مزاولة الأعمال السيئة ، وصفة السعادة من مزاولة الأعمال الحسنة ، وليس لهما واقع موضوعي غير هذا.

وقد تحصل من ذلك ان هذا البيان التحليلي قرينة على حمل الصحيحة على ما ذكر آنفاً مع قطع النّظر عما ورد في تفسيرها وبيان المراد منها.

وأما رواية الثانية فهي لا تدل بوجه على انهما صفتان ذاتيتان للإنسان بداهة انها لا تتعرض لهما لا تصريحاً ولا تلويحاً فكيف تكون ناظرة إليهما ودالة على كونهما ذاتيتين ، بل هي ناظرة إلى اختلاف افراد الإنسان بحسب ـ