حَقّهُ) (من سورة الزخرف آية ٢٣) ، حيث ذكر مفسّرو الشيعة والكثير من مفسّري أهل السنّة أنّ المراد من (القربى) في هذه الآية هم الإمام علي وسيّدتنا فاطمة الزهراء والحسنان عليهماالسلام(١) ولكنّ الطبري لم ينبس بكلمة ولم يذكر أيّ رواية في هذا الشأن ، وإنّه إذا ذكر مثل هذه الروايات في بعض الموارد إنّما يحملها على معناها العام(٢).
ب) تأثير تفسير الطبري على التفاسير الشيعية المتأخّرة عنه.
كما ذكرنا سابقاً فإنّ أغلب التفاسير الشيعية القديمة قد اعتمدت أساساً على نقل روايات أئمّة الشيعة ، وبناءً على ذلك فإنّه لا يوجد في هذه التفاسير أساليب تفسيرية أخرى تعتمد أقوال الصحابة والتابعين مثلا ، أو آراء مفسّرين مثل مقاتل والكلبي ، وتفاسير لغوية وأدبية من مفسّرين مثل الفرّاء وأبي عبيدة ، كما لا يوجد فيها تحليل للاختلافات في القراءات ، ولا المباحث الكلامية للمعتزلة.
ولكنّنا عندما نراجع التفاسير الشيعية المعاصرة وكذلك المتقدّمة عليها ـ ما عدا تفاسير الصدر الأوّل والحقبة الصفوية ـ نرى جميع هذه العناصر ـ غير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الكشف والبيان عن تفسير القرآن ٤ / ٩١ ـ ٩٢) ، وابن أبي حاتم في (تفسير القرآن العظيم ٤ / ١١٧٢).
(١) انظر : الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل ٤ / ٢١٩ ـ ٢٢٠ ؛ مفاتيح الغيب ٢٧ / ٥٩٥ وما بعدها ؛ أنوار التنزيل ٥ / ٨٠ ؛ الكشف والبيان ٨ / ٣١٠ ـ ٣١٤ ؛ المحرّر الوجيز ٥ / ٣٤.
(٢) انظر : جامع البيان ٥ / ٩٥ و ٦ / ١٨٦.