على الروايات الشيعية ، فإنّ المعتقد الكلامي للطبري كان سبباً في تركه الكثير من الروايات التفسيرية المتداولة آنذاك ، حيث نلمس ذلك جليّاً بمجرّد مراجعة تفاسير الشرق الإسلامي ـ ما وراء النهر ، خراسان ونيسابور ـ حيث نجد الكثير من هذه الروايات فيها ، فقد تناولت هذه التفاسير بكلّ رحابة الروايات الدالّة على نزول بعض الآيات في شأن الأئمّة عليهمالسلام وذلك كما يتناولها علماء الإمامية ، في حين أنّ الطبري لم يأخذ بنظر الاعتبار هذه الروايات ، فعلى سبيل المثال نرى أثر ذلك واضحاً في تفسيره للآية المرتبطة بواقعة يوم غدير خمّ ، فإنّ الطبري لم يُشر لا من بعيد ولا من قريب للأخبار المشهورة في باب حجّة الوداع وواقعة الغدير في تفسيره الآية (٦٧) من سورة المائدة ولا ذكر أسباب نزولها ، في الوقت الذي ذكر غيره من المفسّرين سبب النزول هذا بكلّ صراحة ، سواءٌ كان أولئك المفسّرون معاصرين له مثل ابن أبي حاتم أو متأخّرين عنه مثل الثعلبي(١) ، والنموذج الآخر هو آية (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٣٣ ، ٩٤ ، ١٥١ ، ١٧٢ ، ٢٢٤ ، ٢٥١ ، ٣٠٢ ، ٣١٣ ، ٣٨٨ ، ٥١٦ ؛ ٤ / ١١٧ ، ١٢٢ ، ١٢٥ ، ٣٥٤ ، ٣٨٧ ، ٤٥٤ ، ٤٨٨ ؛ ٥ / ١٢٩ ، ٢٣٠ ، ٢٤٤ ، ٣٢٣ ، ٣٥٦ ، ٥٢٦.
وكذلك منقولات أبو حيّان الغرناطي عن الصادق عليهالسلام في (البحر المحيط) والتي بلغت ما يقارب الثلاثين مورداً والتي غالباً ما ذكرت في القراءة واللغة. انظر إلى بعض النماذج : ٤ / ١٤٢ ؛ ٤ / ٣٦٦ ؛ ٥ / ١٩٦ ؛ ٥ / ٣١٦ ؛ ٦ / ٢٢٥ ؛ ٦ / ٢٦٦ ؛ ٦ / ٢٨٦ ؛ ٦ / ٣٦١ ؛ ٦ / ٤٤٠ ؛ ٦ / ٤٤٨ ؛ ٧ / ٢٤١ ؛ ٧ / ٥٠١ ؛ ٨ / ٣٣٩ ؛ ٨ / ٤٢٠ ؛ ٨ / ٤٣٩ ؛ ٨ / ٤٨٣ ؛ ٨ / ٥٤٠ ؛ ٩ / ١١٧ ؛ ٩ / ١٢٥ ؛ ١٠ / ٨١ ؛ ١٠ / ١٣٩.
(١) جامع البيان ٦ / ١٩٨ ـ ٢٠٠. قارن ذلك مع ما جاء به أبو إسحاق الثعلبي ، في