ومشاكلهم ويسهر على معالجتها وحلّها ، وبذلك نال مكانة سامية مكّنته من نيل زعامة دينية ودنيوية ندر أن تمتّع بها علم آخر مثله ، فقد أحبّه الناس ، وعظّمه الجميع ، ولمزيد محبّته فقد أبقى الذكر الحسن له ولأولاده الذين ورثوا سجاياه»(١).
وفي عام (١٢٩٤هـ) رجع إلى النجف واستمرّ فيها بالتدريس والإفتاء والتأليف حتّى سفره إلى الحجّ عام (١٢٩٩هـ) ، وقد توفّي أثناء عودته.
أمّا صفاته وملكاته الإيمانية وما بلغه من تقوى وورع فيكفينا ما يحدّثنا عنه تلميذه الميرزا النوري : «وهو من العصابة الذين فازوا بلقاء من إلى لقائه تمدّ الأعناق ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ثلاث مرّات ، وشاهد الآيات البيّنات ، والمعجزات الباهرات»(٢) ، وذكر له عدداً من الكرامات واللقاءات بصاحب الأمر أرواحنا له الفداء(٣).
ويضيف في موضع آخر : «وبالجملة فقد كان في المراقبة ، ومواظبة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) شعراء الحلّة : ٥/٣٥٢.
(٢) خاتمة المستدرك : ٢/١٢٧.
(٣) وفي هامش خاتمة المستدرك المخطوط ما نصّه : «السيّد هذا قد تشرّف بزيارة مولانا وإمامنا صاحب الزمان أرواحنا فداه عدّة مرّات ، وقد تشرّفت بزيارة السيّد هذا في النجف الأشرف كرّات ومرّات ، وكانت بيني وبين ولديه الجليلين الميرزا محمّد جعفر والميرزا صالح صداقة مؤكّدة سنين متوالية ، ولي من السيّد الجليل إجازة شريفة ، ولم أر مثله في الأعمال والعادات والعبادات». خاتمة المستدرك : ٢/١٢٧.