بلوغ سنّ التكليف(١) ، ثمّ قرأ علم الفقه وأصوله على علماء عصره في النجف الأشرف ، ثمّ شرع في التدريس في حوزة النجف الأشرف فبلغ عدد طلاّب درسه أربعمائة طالب(٢).
وانتقل إلى الحلّة عام (١٢٥٣هـ) بأمر الشيخ حسن كاشف الغطاء حيث كان ممثّلا عنه(٣) ، وكان له دور بارز هناك ، يحدّثنا الميرزا النوري : «أنّه بعد ما هاجر من النجف الأشرف إلى الحلّة واستقرّ فيها وشرع في هداية الناس وإيضاح الحقّ وإبطال الباطل ، صار ببركة دعوته من داخل الحلّة وأطرافها من الأعراب قريباً من مائة ألف نفس شيعياً إمامياً مخلصاً موالياً لأولياء الله ، ومعادياً لأعداء الله ، بل حدّثني طاب ثراه أنّه لمّا ورد الحلّة لم يكن في الذين يدّعون التشيّع من أعلام الإمامية وشعائرهم إلاّ حمل موتاهم إلى النجف الأشرف ، ولا يعرفون من أحكامهم شيئاً حتّى البراءة من أعداء الله ، وصاروا بهدايته صلحاء أبرار أتقياء وهذه منقبة عظيمة اختصّ بها من بين من تقدّم عليه وتأخّر»(٤).
ويحدّثنا الخاقاني عن فترة تواجده في الحلّة : «وأبو جعفر رجل برهن في حياته التي قضاها في الحلّة أنّه الحكيم الذي يلمس أدواء الناس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) المصدر السابق : ١٥.
(٢) المصدر السابق : ١٧.
(٣) فهرس التراث : ٢ / ١٦٩.
(٤) خاتمة المستدرك : ٢ / ١٢٩.