الأشرف ، حيث بدأ عصر
علمي جديد يزخر بالعطاء والابتكار والجدّية في كافّة جوانب المعرفة ، خصوصاً الأصولية
منها والفقهية ، وذلك في أواخر القرن الثاني عشر الهجري ، ومروراً بالثالث عشر ، وفي
النصف الثاني من القرن الرابع عشر اتّخذت بعداً عالميّاً من خلال انتشار صيتها ونشر
تراثها العلمي ، وتأثيرها وتأثّرها الاجتماعي والسياسي في المحيط الإقليمي والدولي
، ولم تكن هذه الفترة خالية من الصعوبات والعقبات الأساسية وخصوصاً السياسية منها والتي
كان الهدف منها السيطرة على الجامعة الدينية إلاّ أنّ صمود مرجعيّتها الدينية ورجالاتها
حال دون تحقيق أهدافهم ومكايدهم ، وفي خضمّ كلّ هذه الحوادث برزت أسماء جديدة كانت
مؤسّسة لمدارس علمية متألّقة ما زالت أفكارها ونظريّاتها محور الدرس والبحث في
الحوزة وخارجها ، وأصبحت الحوزة العلمية في النجف الأشرف في يومنا حاضرة علمية تستعيد
مكانتها في ضمن الحواضر العلمية الإسلامية بل العالمية.
وسنسلّط الضوء على
هذه المخطوطة من خلال أمور ثلاثة : الأوّل حول أهمّية موضوع الكتاب ، والثاني : بيان
ترجمة المصنّف ، والثالث : وصف المخطوطة وكيفية التحقيق.
الأمر الأوّل : أهمّية
موضوع الكتاب.
تبرز أهمّية هذه الرسالة
التي نقدّمها للقرّاء الأفاضل من خلال مضمونها