وتفرّد مؤلّفها في ذلك وابتكاره لها ، حيث سعى لاستخراج القواعد الأصولية من كتاب الله الحكيم ، والرجوع بموضوعات علم أصول الفقه إلى جذورها القرآنية والتي تمثّل الأساس للاستنباط الفقهي والأحكام الشرعية ، وهذا أمر انتبه إليه مؤلّفه وجعله مورد افتخاره ، حيث أشار إلى ذلك في مقدّمته حيث قال إنّه «ممّا لم تسبق إليه أفهام العلماء الراسخين وممّا لم تصل إليه أفكار السابقين». وكلّ من ترجم للمصنّف وأشار لمصنّفه هذا ذكر هذا الأمر ، لكن نشير إلى أنّه قد سبق المصنّف فيما قد يقارب هذه المحاولة السيّد عبد الله شبّر (المتوفّى ١٢٤٢هـ) في كتابه الأصول الأصيلة والذي سعى من خلاله إلى استنباط مهمّات المسائل الأصولية التي تستنبط منه الأحكام الشرعية الفرعية من الآيات القرآنية وأخبار المعصومين(١) ، وهو وإن اختلف عن مصنّفنا أنّه لم يقتصر على القرآن الكريم ، لذا نراه في كثير من المواضع لم يستند إلى القرآن الكريم واكتفى بالروايات الشريفة ، وبذلك يبقى لمصنّفنا السيّد القزويني هذا الامتياز من اقتصاره على القرآن الكريم.
ويمكن أن نضيف بأنّ المصنّف في مصنّفه هذا يكون قد حقّق أمرين مهمّين :
الأوّل : هو أن يكون جواباً على من انتقد الفكر الإمامي في عدم رجوعهم إلى القرآن الكريم ، وعدم اهتمامهم بالدراسات القرآنية ، فإنّ هذا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الأصول الأصيلة : ٥.