مقـدّمة التحقيـق
بسم الله الرحمن الرحيم
يمثّل التراث الثقافي رأسمال الأمم المتقدّمة والتي تسعى لأنّ تتّخذه منطلقاً في مستقبلها ، فتتكامل حضارتها ماضياً وحاضراً ومستقبلاً في بوتقة واحدة ، ويدلّل ذلك على عمقها الثقافي وسعة اطّلاع رجالاتها عبر هذا التاريخ الطويل ، وبالرغم من شدّة الأحوال وتدهور الأوضاع إلاّ أنّ العطاء الثقافي ظلّ متدفّقا ومتطوّراً يتّسع مع اتّساع آفاق المعرفة ، ولذا كان الاهتمام بالتراث وتحقيقه ونشره كجزء من حقّ الماضين من علمائنا علينا ، ومن أجل أن يطّلع الحاضر على منجزات الماضي فيستعدّ ويتحمّس لإبداع جديد.
يمثّل تاريخ هذه الرسالة ـ التي بين أيدينا ـ إلى فترة مزدهرة من تاريخ الحوزة العلمية في النجف الأشرف والذي يشارف على الألف عام ، حيث يلي الفترة التي عادت فيه المركزية لها بعد هجرة السيّد بحر العلوم والشيخ جعفر كاشف الغطاء وغيرهما ليقودوا حركةً علميةً جديدةً في النجف