( ٤٤٧ : جستجو در أحوال وآثار شيخ فريد الدين عطار ) للمورخ المعاصر سعيد النفيسي منشي مجلة شرق وله تاريخچه أدبيات ايران مر في ( ج ٣ ـ ص ٢٤٦ ) وغير ذلك من المؤلفات النفيسة ، فصل في كتابه هذا أحوال الشيخ العارف فريد الدين
__________________
فإن الظاهر أن الفاضل رآها مكتوبة في آخر النسخة فنسبها إلى الشريف الزاهد ، غفلة عن عدم ملائمة الطبقة ). وبالجملة هذه الحكاية المكتوبة في آخر كتاب التعازي المشتملة على السند المذكور قد نقلها شيخنا العلامة النوري في الجنة المأوى وهي الحكاية الثالثة منه ، وقد وقع في سندها أغلاط في تواريخ رواياته لأن المقتفي لأمر الله استوزر الوزير ابن هبيرة في (٥٤٤) فثبت في وزارته إلى موته ، وبعده استوزره المستنجد إلى أن توفي الوزير في (٥٦٠) ، وحدث كمال الدين الأنباري بهذه الحكاية بعد وفاه الوزير خوفا من توعيده كما صرح به في آخر الحكاية فيكون تواريخ رواياته بعد وفاه الوزير لا محالة. مع أن الموجود من تواريخ الروايات كلها في حياة الوزير ، قال شيخنا في الجنة المأوى بعد ذكر الحكاية إنه ذكرها بهذا الإسناد السيد علي بن عبد الحميد النيلي في كتابه السلطان المفرج عن أهل الإيمان ولم أظفر بنسخته فلعل التواريخ فيها صحيحة ، وكذلك ذكر أن البياضي أورد مختصر الحكاية في كتابه الصراط المستقيم فليرجع إليهما ، وبالجملة لم تصل هذه الحكاية إلينا الا بالوجادة ، ولم نعرف من أحوال الحاكي لها الا أنه كان رجلا محترما في ذلك المجلس ، وقد اشتمل سندها على عدة تواريخ تناقض ما في متنها ، واشتمل متنها على أمور عجيبة قابله للإنكار ، وما هذا شأنه لا يمكن أن يكون داعي العلماء من إدراجه في كتبهم المعتمدة. بيان لزوم الاعتماد عليها أو الحكم بصحتها مثلا أو جعل الاعتقاد بصدقها واجبا حاشا هم عن ذلك بل انما غرضهم من نقل هذه الحكايات مجرد الاستيناس بذكر الحبيب وذكر دياره ، والاستماع لآثاره مع ما فيها من رفع الاستبعاد عن حياته في دار الدنيا ، وبقائه متنعما فيها في أحسن عيش وأفره حال ، بل مع السلطنة والملك له ولأولاده ، واستقرارهم في ممالك واسعة هيأ الله لهم لا يصل إليها من لم يرد الله وصوله وقد احتفظ العلماء بتلك الحكايات في قبال المستهزءين بالدين بقولهم ( لم لا يخرج جليس السرداب بعد ألف سنة وكيف تمتعه بالدنيا وما أكله وشربه ولبسه وغيرها من لوازم حياته ) وهم بذلك القول يبرهنون على ضعف عقولهم ، فمن كان عاقلا مؤمنا بالله ورسوله وكتابه يكفيه في إثبات قدرة الله تعالى على تهيئة جميع الأسباب المعيشة في حياة الدنيا له عليهالسلام قوله تعالى في الصافات ( آية ـ ١٤١ ) ( ولو لا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه ( الحوت ) إلى يوم يبعثون ) الصريح في أن يونس لو لم يكن من المسبحين لكان يلبث في بطن الحوت على حاله إلى يوم يبعث سائر البشر. فأخبر الله تعالى بقدرته على إبقاء الحوت الذي التقم يونس ، وعلى إبقاء يونس على حاله في بطنه ، ولبثه فيه كذلك إلى يوم بعث الناس ، واحتمال إرادة موت يونس بإرهاق روحه ولبث جسده في بطن الحوت إلى يوم بعثه وإحيائه مخالف للظاهر من جهات كما لا يخفي.