على قدرة الله وحكمته ﴿لِتَسْتَوُوا﴾ وتستعلوا ﴿عَلى ظُهُورِهِ﴾ وتستقرّوا عليه ، وإفراده الضمير باعتبار اللفظ ﴿ثُمَّ
تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ﴾ عليكم ﴿إِذَا اسْتَوَيْتُمْ﴾ واستعليتم ﴿عَلَيْهِ﴾ وتحمدوه وتشكروه ﴿وَتَقُولُوا﴾ مستعظمين قدرته وإنعامه حين الركوب ﴿سُبْحانَ
الَّذِي سَخَّرَ﴾ وذلّل ﴿لَنا هذا﴾ المركوب بقدرته وإحسانه مع كونه أقوى منّا ﴿وَما
كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ﴾ ومماثلين في القوة والشدّة ، وقادرين على تذليله وضبطه
إذا استصعب علينا ﴿وَإِنَّا﴾ حين انقضاء آجالنا ﴿إِلى رَبِّنا﴾ على مركب الخشب ﴿لَمُنْقَلِبُونَ﴾ وراجعون ومسافرون ، كما ينقلب من بلد إلى بلد على هذا
المركب ، أو كما جئنا في الدنيا من عند ربّنا وبقدرته في أوّل الأمر ، ننقلب إليه
ونرجع.
قيل : لمّا كان
ركوب الفلك والدابة تعريض النفس للهلاك بانكسار الفلك وعثار الدابة وشموسها ،
أمرنا بتذكّر الموت والانقلاب إلى الله والتوجّه إليه .
في دعاء الركوب والسفر
روى الزمخشري
عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه كان إذا وضع رجليه في الرّكاب قال : « بسم
الله »
فاذا استوى على
الدابة قال : « الحمد لله على كلّ حال ﴿سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا﴾ إلى قوله : ﴿لَمُنْقَلِبُونَ﴾
» .
وروى القاضي
أبو بكر أنّ الحسن بن علي عليهماالسلام رأى رجلا ركب الدابة ، وقال : ﴿سُبْحانَ
الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا﴾ فقال له : « ما بهذا امرت ، امرت أن تقول : الحمد لله
الذي هدانا للاسلام ، الحمد لله الذي منّ علينا بمحمد صلىاللهعليهوآله ، والحمد الذي جعلنا من خير امّة اخرجت للناس ، ثمّ
تقول : ﴿سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا﴾
» .
وروى الفخر
الرازي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه كان إذا سافر وركب راحلته كبّر ثلاثا ، ثم يقول : ﴿سُبْحانَ
الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا﴾ ثمّ قال : اللهمّ إنّي أسألك في سفري هذا البرّ والتقوى
، ومن العمل ما ترضى ، اللهم هوّن علينا السفر ، وأطوعنا بعد الأرض ، اللهمّ أنت
الصاحب في السفر ، والخليفة على الأهل ، اللهمّ أصحبنا في سفرنا ، وأخلفنا في
أهلنا وكان إذا رجع إلى أهله يقول : « آيبون تائبون ، لربّنا حامدون » .
في ( الكافي )
عن الرضا عليهالسلام : « إن ركبت الظهر فقل ﴿سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا﴾ الآية».
وعن أبيه عليهالسلام : « هي إن خرجت برّا فقل الذي قال الله عزوجل : ﴿سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا﴾
__________________