وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذابِ عَلَى الْكافِرِينَ﴾(١) .
وعن ( العلل ) عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، أنّه قال في تفسير الآية : « لا يجاوز قدما عبد حتى يسأل عن أربع : عن شبابه فيما أبلاه ، وعن عمره فيما أفناه ، وعن ماله من أين جمعه وفيما أنفقه ، وعن حبّنا أهل البيت عليهمالسلام » (٢) .
وعن النبي صلىاللهعليهوآله : « عن ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام » (٣) .
ويحتمل أنّ من السؤال قوله : ﴿ما لَكُمْ﴾ أيّها الكفرة ، ولأيّ سبب ﴿لا تَناصَرُونَ ؟﴾ عن ابن عباس : أي لا ينصر بعضكم بعضا كما كنتم في الدنيا تتناصرون ، وذلك أنّ أبا جهل قال يوم بدر : نحن جميع منتصر. فقيل لهم يوم القيامة : ما لكم غير متناصرين ؟
وقيل : يقال للكفار ما لشركائكم لا ينصرونكم ، ولا يمنعونكم من العذاب ؟ (٤) وعلى أي تقدير لا ناصر لهم ﴿بَلْ هُمُ الْيَوْمَ﴾ منقطعون عن جميع الحيل في نجاتهم ، و﴿مُسْتَسْلِمُونَ﴾ ومنقادون لحكم الله ومتمكّنون لعذابه.
﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ * قالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ *
قالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * وَما كانَ لَنا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْماً
طاغِينَ * فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنا إِنَّا لَذائِقُونَ * فَأَغْوَيْناكُمْ إِنَّا كُنَّا غاوِينَ (٢٧) و (٣٢)﴾
ثمّ بين سبحانه أنّهم مع عدم كونهم متناصرين كلّهم متخاصمون بقوله : ﴿وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ﴾ وهم أتباع الرؤساء أو الشياطين ﴿عَلى بَعْضٍ﴾ الآخر وهم الرؤساء أو الشياطين ﴿يَتَساءَلُونَ﴾ ويتخاصمون.
ثمّ كأنّه قيل : كيف يكون تساؤلهم (٥) وتخاصمهم ؟ فأجاب سبحانه بقوله : ﴿قالُوا﴾ الأتباع لرؤسائهم ، أو الكفرة لقرنائهم من الشياطين : ﴿إِنَّكُمْ﴾ أيّها الرؤساء أو الشياطين ﴿كُنْتُمْ﴾ في الدنيا ﴿تَأْتُونَنا﴾ وتحملوننا على الكفر والعصيان ﴿عَنِ الْيَمِينِ﴾ وبالقوة القهرية على ما قيل (٦) ، وتجبروننا على الكفر والعصيان.
__________________
(١) تفسير الرازي ٢٦ : ١٣٢ ، والآية من سورة الزمر : ٣٩ / ٧١.
(٢) علل الشرائع : ٢١٨ / ٢ ، تفسير الصافي ٤ : ٢٦٦.
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٥٩ / ٢٢٢ ، أمالي الطوسي : ٢٩٠ / ٥٦٤ ، تفسير الصافي ٤ : ٢٦٦.
(٤) تفسير الرازي ٢٦ : ١٣٣.
(٥) تفسير روح البيان ٧ : ٤٥٥.
(٦) تفسير الرازي ٢٦ : ١٣٤ ، تفسير البيضاوي ٢ : ٢٩٢.