الطين الذي يكون في جوف الخشب ، فهو ما يأتيها الشياطين تشكّرا لها (١).
عن الصادق عليهالسلام : « أنّ الله عزوجل أوحى إلى سليمان بن داود عليهالسلام أنّ آية موتك أن شجرة تخرج من بيت المقدس يقال لها الخرنوبة ، فنظر سليمان يوما فاذا الشجرة الخرنوبة قد طلعت من بيت المقدس ، فقال لها : ما اسمك ؟ قالت : الخرنوبة ، فولى سليمان عليهالسلام مدبرا إلى محرابه ، فقام فيه متّكأ على عصاه » (٢) .
وعن الباقر عليهالسلام : « أمر سليمان الجنّ فوضعوا له قبة من قوارير ، فبينما هو متّكيء على عصاه في القبّة ينظر إلى الجنّ كيف يعملون ، وينظرون إليه ، إذ حانت منه التفاتة ، فاذا هو برجل معه في القبّة ، ففزع منه ، فقال له : من أنت ؟ قال : أنا الذي لا أقبل الرّشا ، ولا أهاب الملوك ، أنا ملك الموت ، فقبضه وهو متّكئ على عصاه في القبّة ، والجنّ ينظرون إليه ، فمكثوا سنة يدأبون له ، حتى بعث الله الأرضة فأكلت منسأته ، وهي العصا ﴿فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُ﴾ الآية » (٣) .
قال : « فالجنّ تشكر الأرضة بما عملت بعصا سليمان ، فما تكاد تراها في مكان إلّا وعندها ماء وطين »(٤).
وقال القمي : فلمّا خرّ لوجهه تبيّنت الإنس أنّ الجنّ لو كانوا يعلمون ، إلى آخره ، وذلك أن الإنس كانوا يقولون إنّ الجنّ يعلمون الغيب ، فلمّا سقط سليمان على وجهه ، علموا أن لو يعلم الجنّ الغيب لم يعملوا سنة لسليمان وهو ميت ، ويتوهّمونه حيا (٥) .
وعن الرضا عن أبيه عليهماالسلام : « أنّ سليمان عليهالسلام قال ذات يوم لأصحابه : إنّ الله تعالى وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ؛ سخّر لي الريح والإنس والجنّ والطير والوحوش ، وعلّمني منطق الطير ، وآتاني من كلّ شيء ، ومع جميع ما اوتيت من الملك ما تمّ لي سرور يوم إلى الليل ، وقد أحببت أن أدخل قصري فأصعد أعلاه ، وأنظر إلى ممالكي ، ولا تأذنوا لأحد عليّ لئلا ينغّص عليّ يومي. قالوا : نعم.
فلمّا كان من الغد ، أخذ عصاه بيده ، وصعد إلى أعلى موضع من قصره ، ووقف متّكئا على عصاه ينظر إلى ممالكه مسرورا بما اوتي ، فرحا بما أعطي ، إذ نظر إلى شابّ حسن الوجه واللباس ، قد خرج إليه من بعض زوايا قصره ، فلمّا بصر به قال له : من أدخلك إلى هذا القصر ، وقد أردت أن أخلو فيه
__________________
(١) تفسير روح البيان ٧ : ٢٧٩.
(٢) الكافي ٨ : ١٤٤ / ١١٤ ، تفسير الصافي ٤ : ٢١٣.
(٣) علل الشرائع : ٧٤ / ٣ ، تفسير الصافي ٤ : ٢١٣.
(٤) علل الشرائع : ٧٤ / ٣ ، تفسير الصافي ٤ : ٢١٣.
(٥) تفسير القمي ٢ : ٢٠٠ ، تفسير الصافي ٤ : ٢١٣.