الخزنة بمقامع من نار أو حديد و﴿أُعِيدُوا فِيها﴾ ويهوون إلى قعرها سبعين خرفيا على ما روي ، وهكذا يفعل
بهم أبدا ﴿وَقِيلَ لَهُمْ﴾ إهانة وتشديدا عليهم وزيادة في غيظهم ﴿ذُوقُوا
عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ﴾ بأخبار الأنبياء ﴿بِهِ﴾ في الدنيا ﴿تُكَذِّبُونَ﴾ وتقولون : لا جنّة ولا نار.
﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ
الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ * وَمَنْ
أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ
أَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ
مُنْتَقِمُونَ (٢١ و) (٢٢)﴾
ثمّ هدّدهم
بالعذاب الدنيوي الذي يكون لطفا بهم وتنبيها لهم بقوله : ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ﴾ بعضا ﴿مِنَ الْعَذابِ﴾ الدنيوي الذي يكون هو ﴿الْأَدْنى﴾ والأقرب إليهم كالمرض والفقر والجلاء [ من ] الوطن ﴿دُونَ
الْعَذابِ﴾ الاخروي ﴿الْأَكْبَرِ﴾ والأشدّ والأدوم وقبله ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ عن الكفر إلى الايمان ، ويتوبون من الشّرك والمعاصي.
القمي : العذاب
الأدنى عذاب الرجعة بالسيف .
وعن الصادق عليهالسلام : « هو عذاب القبر ». وعنهما عليهماالسلام : « هو الدابة والدجّال » ولا يرجعون وهم من الظالمين على أنفسهم.
﴿وَمَنْ أَظْلَمُ﴾ على نفسه ﴿مِمَّنْ ذُكِّرَ﴾ ووعظ ﴿بِآياتِ رَبِّهِ﴾ ودلائل توحيده وقدرته وحكمته ، وصدّق رسله ودار جزائه ﴿ثُمَ﴾ لم يعتن بها و﴿أَعْرَضَ عَنْها﴾ على خلاف المؤمنين الذين إذا ذكّروا بها خضعوا لها
وخرّوا سجّدا ﴿إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ﴾ الظالمين على أنفسهم ، وإن هانت جريمته وقلّ ظلمه يوم
القيامة ﴿مُنْتَقِمُونَ﴾ بتعذيبه ، فكيف بمن هو أشدّ جرما من كلّ مجرم وأظلم من
كلّ ظالم!
﴿وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا
تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي
إِسْرائِيلَ * وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً
يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ
* إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ
يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * أَ وَلَمْ يَهْدِ
لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ
الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ
__________________