إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (١٩)﴾
ثمّ أنّه بعد نهي ابنه عن الشّرك الملازم لأمره بالتوحيد ، أمره بلوازمه من العبادات المهمّة بقوله : ﴿يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ﴾ التي هي أفضل العبادات لله تكميلا لنفسك وواضب عليها ﴿وَأْمُرْ﴾ غيرك ﴿بِالْمَعْرُوفِ﴾ والمستحسن عند الشرع والعقل ﴿وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ والمستقبح عندهما تكميلا لغيرك ﴿وَاصْبِرْ عَلى ما أَصابَكَ﴾ من المشاقّ والشدائد كالفقر والمرض وغيرهما.
وعن أمير المؤمنين عليهالسلام : « من المشقّة والأذى في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر » (١) .
﴿إِنَّ ذلِكَ﴾ المذكور من الوصايا ﴿مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾ وحتّمياتها وواجباتها التي لا يجوز التواني فيها ﴿وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ﴾ ولا تمل وجهك تحقيرا ﴿لِلنَّاسِ﴾ وتكبّرا عليهم. وعن الصادق عليهالسلام : « لا تعرض عمّن يكلّمك استخفافا به » (٢) .
والقمّي : لا تذلّ للناس طمعا فيما عندهم (٣) .
﴿وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً﴾ وبطرا. قيل : يعني حال كونك ذا فرح شديد (٤) . وعن الباقر عليهالسلام ، يقول : « بالعظمة » (٥).
﴿إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ﴾ ومتكبّر ﴿فَخُورٍ﴾ ومباه بالمال والجاه والنسب وغيرها من النّعم الدنيوية.
وعن بعض الحكماء : إن افتخرت بفرسك فالحسن والفراهة له دونك ، وإن افتخرت بثيابك فالجمال لها دونك ، وإن افتخرت بآبائك فالفضل فيهم لا فيك ، فان افتخرت فافتخر بما فيك (٦) .
عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه نهى أن يختال الرجل في مشيه ، وقال : « من لبس ثوبا فاختال فيه ، خسف الله به من شفير جهنم ، وكان قرين قارون ؛ لأنّه أوّل من أختال فخسف به وبداره الأرض ، ومن اختال فقد نازع الله في جبروته » (٧) .
﴿وَاقْصِدْ﴾ وتوسّط ﴿فِي مَشْيِكَ﴾ بعد الاجتناب عن المرح بعد الدبيب والإسراع ، وعليك بالسكينة والوقار والتواضع فيه ، في الحديث : « سرعة المشي تذهب ببهاء المؤمن » (٨) . وروت العامة : أنّ عمر كان إذا مشى أسرع (٩) ، والقمي قال : أي لا تعجل (١٠) .
__________________
(١) مجمع البيان ٨ : ٥٠٠ ، تفسير الصافي ٤ : ١٤٥.
(٢) مجمع البيان ٨ : ٥٠٠ ، تفسير الصافي ٤ : ١٤٥.
(٣) تفسير القمي ٢ : ١٦٥ ، تفسير الصافي ٤ : ١٤٥.
(٤) تفسير روح البيان ٧ : ٨٥.
(٥) تفسير القمي ٢ : ١٦٥ ، تفسير الصافي ٤ : ١٤٥.
(٦) تفسير روح البيان ٧ : ٨٥.
(٧) من لا يحضره الفقيه ٤ : ٧ / ١ ، أمالي الصدوق : ٥١٤ / ٧٠٧ ، تفسير الصافي ٤ : ١٤٦.
(٨) تفسير روح البيان ٧ : ٨٥.
(٩) تفسير روح البيان ٧ : ٨٥.
(١٠) تفسير القمي ٢ : ١٦٥ ، تفسير الصافي ٤ : ١٤٦.