﴿وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ
فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (١٢)﴾
ثمّ أنّه تعالى بعد ذكر أدلّه التوحيد ، حكى توحيد لقمان الذي كانت حكمته ووصاياه على ما قيل مشهورة في اليهود وغيرهم من أهل الكتاب ، بحيث إذا اعترى للعرب همّ (١) رجعوا فيه إلى اليهود ، فضربوا لهم الأمثال بما قاله لقمان من الحكم (٢) ، بقوله : ﴿وَلَقَدْ آتَيْنا﴾ وأعطينا ﴿لُقْمانَ الْحِكْمَةَ﴾ ومعرفة حقائق الأشياء ومصالح الامور ومفاسدها ، وتوفيق العمل بعلمه ، وتهذيب الأخلاق ، وتكميل النفس ، وطول الفكر ، وإصابة النظر في المعارف الالهية.
وعن الكاظم عليهالسلام قال : « الفهم والعقل » (٣) .
وعن الصادق عليهالسلام : قال : « اوتى معرفة إمام زمانه » (٤) .
قيل : إنّه كان ابن باعور بن ياجور بن تارخ أبي إبراهيم الخليل (٥) . وقيل : اسم ابيه آذر (٦) . وقيل : إنّه ابن عنقاء بن سرون (٧) . وقيل : إنّه كان من بني إسرائيل ، وكان ابن اخت أيوب (٨) . وقيل : كان ابن خالته (٩) .
وقيل : إنّه كان عبدا نوبيا من أهل أيله (١٠) . وعن المسيب : هو أسود من سودان مصر (١١) . وقيل : إنّه كان حبشيا ونما في بني اسرائيل (١٢) . قيل : إنّه كان عبدا أسود اللون ، غليظ الشفتين ، منشقّ القدمين (١٣) .
وعن ابن عباس : أنّ لقمان لم يكن نبيا ولا ملكا ، ولكن كان راعيا أسود ، فرزقه الله العتق ، ورضي قوله ووصيته (١٤) .
وعن ابن عمر عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : « حقّا أقول لم يكن لقمان نبيا ، ولكن كان عبدا كثير التفكّر ، حسن اليقين ، أحبّ الله فأحبّه ومنّ عليه بالحكمة »(١٥) .
[ روي أنّ لقمان ] كان نائما نصف النهار إذ جاءه نداء : يا لقمان ، هل لك أن يجعلك الله خليفة في الأرض تحكم بين الناس بالحق ؟ فأجاب الصوت : إن خيّرني ربّي قبلت العافية ولم أقبل البلاء ، وإن هو عزم عليّ فسمعا وطاعة ، فانّي أعلم أنّه إن فعل بي ذلك أعانني وعصمني.
فقالت الملائكة بصوت لا يراهم : لم يا لقمان ؟ قال : لأنّ الحكم أشدّ المنازل وأكدرها ، يغشاه الظّلم
__________________
(١) كذا ، والظاهر مهم. (٢) تفسير روح البيان ٧ : ٧٣.
(٣) الكافي ١ : ١٢ / ١٠ ، تفسير الصافي ٤ : ١٤١. (٤) تفسير القمي ٢ : ١٦١ ، تفسير الصافي ٤ : ١٤١.
(٥) تفسير روح البيان ٧ : ٧٣. (٦) تفسير أبي السعود ٧ : ٧١ ، تفسير روح البيان ٧ : ٧٣.
(٧) تفسير روح البيان ٧ : ٧٣. (٨) مجمع البيان ٨ : ٤٩٤ ، جوامع الجامع : ٣٦٢.
(٩) جوامع الجامع : ٣٦٢. (١٠) تفسير روح البيان ٧ : ٧٣.
(١١) تفسير الكشاف ٣ : ٤٩٣. (١٢) تفسير الكشاف ٣ : ٤٩٣. (١٣) مجمع البيان ٨ : ٤٩٣.
(١٤) مجمع البيان ٨ : ٤٩٣. (١٥) تفسير روح البيان ٧ : ٧٣ ، مرسلا.