وأمّا المقام الثاني : في تحقيق موضوع الضرر
فنقول ـ وبالله تعالى التوفيق ـ : الضرر اسم من الضرّ ، والظاهر المستفاد من موارد استعمالاتهم له أنّه : «النقص الذي ليس بإزائه ما يقاومه» ، بمعنى أنّه لا ينتج منه ما يقابل ما نقص منه.
قال السيّد علي خان صدر الدين الشيرازي المكّي شارح الصحيفة في كتاب الطراز : «ضرّه ضرّاً وبه كمدّ وأضرّ به ، وضارّه ، وضارّ به ، ضراراً ومضارّة : أوقع به مكروهاً من ألم أو أذى ونقص(١) ، في بدنه ، أو حاله ، أو ماله ، والاسم : الضُّر ـ بالضم ـ والضرر والمضرّة»(٢).
وقال الأزهري : «كل ما كان من سوء حال وفقر ومشقّة فهو الضُّر ـ بالضم ـ ، وما كان ضد النفع فهو بفتحها»(٣).
وقال صاحب العين : «الضرّ والضّرر لغتان ، فإذا ضممت إليه النفع فتحت الضاد»(٤) ... إلى أن قال : «وكلّ نقصان دخل في شيء فهو ضرر»(٥).
وقال صاحب الطراز : «في الأثر : «لا ضرر ولا ضرار في الإسلام» هما بمعنى على التأكيد.
أو الضرر أن تضرّ صاحبك ، والضرار أن يضرّك وتضرّه ، فالضرر من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) في المصدر : أو «نقص».
(٢) الطراز : ٨ / ٢٨٣.
(٣) الطراز : ٨ / ٢٨٣.
(٤) العين : ٧ / ٦ ، ولفظه : «فإذا جمعت بين الضرّ والنفع فتحت الضاد».
(٥) العين : ٧ / ٧ ، ولفظه : «والضرر : النقصان يدخل في الشيء».