وبطبيعة الحال فإنّ كون هذه السلسلة الصوفية تقوم على الوراثة وانتقال المشيخة من الآباء والأجداد إلى الأبناء في ذلك الزمان بحاجة إلى إثبات ، ولا يكفي في إثبات ذلك مجرّد بقاء هذه السلسلة على الطريقة الراهنة في الوقت الحاضر.
إن كان مراد السيّد حسام الدين من التعبيرين المذكورين وهما : (وارث النبيّ) و (إمام العصر) في الشريعة ، ولو افترضنا أنّه يدّعي الإمامة في الشريعة عن طريق التوارث وانتقال المرجعية من الآباء إلى الأبناء ، وأنّ هذه المرجعية قد انتقلت إليه من آبائه ، فإنّ مجرّد هذا الادّعاء لا يصحّ دليلاً على أنّ آباءه كانوا يدّعون الإمامة حقيقة ، أو أنّهم كانوا يعتقدون بإمامة جعفر ، بل من المحتمل أن يكون شخص من أولاد جعفر قام بهذه الدعوى بعد سنين من اندثار الجعفرية ونسبها إلى أجداده أيضاً ، وعليه لا دليل على عدم صحّة كلام الشيخ المفيد والشيخ الطوسي بشأن اندثار الجعفرية في عصرهما.
وفيما يلي نعود إلى مواصلة الكلام بشأن سيرة أبي عبد الله النعماني.
لقب النعماني :
يشير صاحب كتاب روضات الجنّات في ترجمة النعماني إلى أنّ لقب النعماني منسوب إلى النعمانية ، وهي مدينة بين واسط وبغداد ، ويَحتمل بعيداً نسبته إلى قرية في مصر معروفة بهذا الاسم ، وقد أضاف : إنّ هذا اللقب لا ينتسب إلى النعمانية ـ بفتح النون ـ والتي هي مدينة صغيرة بين حماة وحلب ، أو إلى النعمان ـ بالفتح ـ والذي هو اسم واد في طريق الطائف ، أو إلى