الوصف من ديانته ، وإنّما الحاصل منهم حكاية عمّن سلف ، وأراجيف بوجود قوم منهم لا يثبت»(١).
إنّ الفقرة الأخيرة تشير إلى إشاعات حول بعض أتباع هذه المذاهب في عصر المؤلّف ، إذ يرى الشيخ المفيد عدم صحّتها.
وقد أشار الشيخ المفيد في كتابه الفصول العشرة في الغيبة الذي ألّفه سنة (٤١٠ للهجرة) إلى أنّه لم يعثر على أحد من أحفاد جعفر كان قد اختلف مع الشيعة الاثنى عشرية حول مسألة إمامة ابن الإمام الحسن العسكري عليهالسلام وبقائه على قيد الحياة وانتظار ظهوره ، وقد دعم الشيخ الطوسي هذا الرأي في كتابه الغيبة الذي ألّفه في سنة (٤٤٧ للهجرة) ، وقد كانت هذه الفرقة قد اندثرت تماماً ولم يعد لها من وجود في ذلك الزمان.
وقد نقل بعض المحقّقين المعاصرين ما تقدّم وأضاف إليه قائلاً : «يبدو أنّه بالإمكان الوثوق بمضمون هذا الكلام فيما يتعلّق بالحدود التقليدية لمذهب التشيّع من المدينة إلى خراسان ، بيد أنّ الكثير من أحفاد جعفر قد هاجروا إلى المدن والحواضر البعيدة عن المناطق والبلدان الشيعية ، من قبيل :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سمعت من بعض المؤلّفين مشافهة يتحدّث عن عدم دقّة علماء الشيعة ، ومثّل لذلك بعبارة المفيد. وفي مقام توضيح إشكاله أشار إلى كلام السيّد الشريف الرضي قدسسره في مقدّمة كتاب (خصائص الأئمّة ، ص٣٧) حيث يصرّح بأنّ جمهور الموسوية سنة (٣٨٣ للهجرة) كانوا يقولون بالوقف ، ولا يذهبون إلى إمامة الأئمّة بعد الإمام الكاظم عليهالسلام. بيد أنّ عبارة المفيد كما هو واضح ناظرة إلى اندثار الفرق التي ظهرت بعد استشهاد الإمام العسكري عليهالسلام دون أمثال فرقة الواقفية التي ظهرت قبل ذلك. وعليه فإنّ كلام هذا الكاتب هو الذي لا ينطوي على الدقّة ، وليس كلام أمثال الشيخ المفيد!