أدّى ذلك إلى تأليف كتاب كمال الدين وتمام النعمة بتوجيه من إمام العصر والزمان (عج) في عالم الرؤيا ، وقد كان لتأليف كتب (الغيبة) دور هام في دفع هذا النوع من الشبهات وإصلاح المسار الفكري للتشيّع قطعاً.
مصير المذاهب المنحرفة بعد النعماني :
ورد في الفصول المختارة(١) ـ نقلاً عن الحسن بن موسى النوبختي ـ التعريف مفصّلاً بأربع عشرة فرقة ظهرت بعد وفاة الإمام الحسن العسكري عليهالسلام ، وقد أفاد الشيخ المفيد قائلاً : «وليس من هؤلاء الفرق التي ذكرناها فرقة موجودة في زماننا هذا ـ وهو من سنة ثلاث وسبعين وثلاث مائة ـ إلاّ الإمامية الاثنا عشرية القائلة بإمامة ابن الحسن المسمّى باسم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، القاطعة على حياته وبقائه إلى وقت قيامه بالسيف حسب ما شرحناه فيما تقدّم عنهم ، وهم أكثر فرق الشيعة عدداً وعلماً ، ومتكلّمون نظّار ، وصالحون عبّاد ، متفقّهة وأصحاب حديث وأدباء وشعراء ، وهم وجه الإمامية ورؤساء جماعتهم والمعتمد عليهم في الديانة».
واستطرد الشيخ المفيد قائلاً : «ومن سواهم منقرضون لا يعلم أحدٌ من جملة الأربع عشرة فرقة التي قدّمنا ذكرها ظاهراً بمقاله ، ولا موجوداً على هذا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) يبدو أنّ (الفصول المختارة) من تأليف السيّد المرتضى ، وقد جمع في هذا الكتاب فصولاً من كلام [كتاب خ. ل] الشيخ المفيد في المجالس [بمعنى المناظرات على ما يبدو] ، وبعض المسائل من كتابه العيون والمحاسن. (راجع : مقدّمة الكتاب وصور نسخه المخطوطة في بداية (الفصول المختارة) ، طبع مؤتمر ألفيّة الشيخ المفيد) ، ويحتمل قويّاً أن تكون المطالب التي نقلناها هنا مأخوذة من العيون والمحاسن.