هذه الآية عن صفحة
أخرى للمعنى المراد من باطن كلام الله تبارك وتعالى وتذكر لنا الرواية التالية قوله
عليهالسلام بما يلي : «سُئل الإمام
الرضا عليهالسلام عن قول الله عزّ وجلّ
: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ
غَوْراً فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَعِين) ، فقال عليهالسلام : «ماؤكُم أبوابكم
أيّ الأئمّة عليهمالسلام والأئمّة أبواب الله
وبين خلقه فمن يأتيكم بماء مَعين يعني بعلم الإمام».
فأوّل عليهالسلام (ماؤكم) بالأئمّة عليهمالسلام و (بِماء مَعِين) بعلم
الإمام.
ولا شكّ إذا دقّقنا
في كلام الإمام وبيانه عليهالسلام سندرك أنّ استعارته
عليهالسلام (بماء معين) للعلم
النافع مناسبة جّداً؛ لأنّه كما أنّ الماء هو منبع الحياة المادّية والمنشأ الأصلي
لإمكان استمراريّتها على وجه الأرض ، فإنّ العلم النافع وخاصّة علم الدين هو بمثابة
الأساس للحياة المعنوية وسبباً للسعادة الدنيوية والأخروية للبشر ، وإنّ هذا المعنى
قد جاء أيضاً في آيات أخرى من القرآن الكريم كما في سورة الأنفال (٢٤) وآل عمران (١٦٤).
٥ ـ تعيين المصداق
والجري والتطبيق.
إنّ بعض الروايات التفسيرية
تتعرّض إلى بيان مصداق الآية ، وذلك بمعنى تطبيقها على الواقع الخارجي ، فإنّ الالتفات
إلى المصداق والاعتناء به يعيّن حدود المعنى ويمنح الكلام وضوحاً ويخرجه من الإبهام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ