وتابعاً لكتابه إلى أيّام عيسى عليهالسلام ، وكلّ نبيٍّ كان في أيّام عيسى عليهالسلام وبعده كان على منهاج عيسى وشريعته وتابعاً لكتابه إلى زمن نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) ، فهؤلاء الخمسة هم أُولو العزم ، وهم أفضل الأنبياء والرسل عليهمالسلام ، وشريعة محمّد (صلى الله عليه وآله) لا تنسخ إلى يوم القيامة ، ولا نبيّ بعده إلى يوم القيامة ، فمن ادّعى بعد نبيِّنا أو أتى بعد القرآن بكتاب فدمه مباح لكلّ من سمع ذلك منه»(١).
«محمّد البرقي ، عن جعفر بن محمّد الصوفي قال : سألت أبا جعفر محمّد بن عليِّ الرضا عليهالسلام فقلت : يا ابن رسول الله لم سُمّي النبيُّ (صلى الله عليه وآله) الأمِّيّ؟ فقال : ما تقول الناس؟ قلت : يزعمون أنّه إنّما سمّي الأمّي لأنّه لم يحسن أن يكتب ، فقال عليهالسلام : كذبوا عليهم ، لعنة الله ، أنّى ذلك والله يقول في محكم كتابه (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)(٢) فكيف كان يعلّمهم ما لا يُحسن ، والله لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرأ ويكتب باثنين وسبعين ـ أو قال بثلاثة وسبعين لساناً ـ وإنّما سمِّي الأُمّيّ لأنّه كان من أهل مكّة من أمّهات القرى وذلك قول الله عزّ وجلّ لتنذر أمّ القرى ومن حولها»(٣).
«عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام أنّه ذكر أنّ اسم إبليس الحارث ، وإنّما قول الله عزّ وجلّ يا إبليس : يا عاصي ، وسمّي إبليس لأنّه أبلس من رحمة الله عزّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) علل الشرائع ١/١٢٢.
(٢) الجمعة : ٢.
(٣) بحار الأنوار ١٦/١٣٣.