رؤية الشيعة في بداية الغيبة إلى مدّة غيبة الإمام (عج) :
كتب بعض المحقّقين في هذا المجال يقول : في الأيّام الأولى التي تمّ فيها الكلام بين الشيعة بشأن وجود الإمام وغيبته ربّما قلّ أن يكون هناك من يحتمل أنّ غيبة الإمام (عج) ستستمر إلى فترة طويلة جدّاً ، فقد كان الشيعة يتصوّرون أنّ الإمام (عج) سيظهر بمجرّد زوال المشاكل التي كانوا يعانون منها والأخطار المحدقة التي كانت تهدّد حياة الإمام ، وأنّه سيقوم بأعباء الإمامة كما هو ديدن آبائه وأجداده الطاهرين عليهمالسلام. وقد كان الاعتقاد السائد بين الشيعة أنّه (عج) سيظهر في حياة أولئك الكبار والمعمّرين من أصحاب الإمام الحسن العسكري عليهالسلام من الذين شهدوا ولادته وأقرّوا بإمامته ، حتّى يثبتوا صحّة دعواه لمكان رؤيتهم ومعرفتهم له ، وبذلك يقف الشيعة على صحّة هذه الحقائق ويركنون إلى الاطمئنان بها.
ومن ثمّ تطرّق في الهامش إلى عبارة ابن قبة : (مسألة في الإمامة) إذ يقول : «وأما قولهم إذا ظهر فكيف يُعلم أنّه ابن الحسن بن عليّ؟ فالجواب في ذلك أنّه قد يجوز بنقل من تجب بنقله الحجّة من أوليائه كما صحّت إمامته عندنا بنقلهم»(١).
نجد هنا حدوث سوء فهم لعبارة ابن قبة ، وللأسف الشديد فإنّ الذي أدّى إلى سوء فهم هذه العبارة هو نقلها بشكل مبتور ، وفيما يلي نذكر تتمّة كلام ابن قبة ليتّضح عدم صواب الفهم المتقدّم ، فقد استطرد ابن قبة بعد الكلام السابق قائلاً :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مكتب در فرايند تكامل (المذهب في مساره التكاملي) ، ص١٢١ ـ ١٢٢.