الأئمّة عليهمالسلام هم أفضل من يمكن أن يفسّر كتاب الله ، ومع الاعتماد على الحقائق التاريخية لوقائع الأمم السالفة فسّر الأئمّة العديد من الآيات وقد أشاروا إلى قصص الأنبياء واستعانوا بها لتوضيح وتبيين آيات القرآن ولشرح آية أو جملة من الآية ، فقد استفاد الإمام الرضا عليهالسلام أيضاً من التاريخ في تفسير آيات القصص القرآنية وبيان سائر محتوياتها ، وعلى سبيل المثال فإنّ بعض هذه الروايات جاءت على النحو التالي :
١ ـ ففي الروايات الواردة عن الإمام الرضا عليهالسلام عقب الآيات (٦٠ ـ ٨٠) من سورة الكهف التي جاءت في جوابه عليهالسلام على الكتاب الوارد عليه من بعض أصحابه يستفسرون منه عن علم النبيّين موسى والخضر عليهماالسلام ، فأجاب عليهالسلام بالتفصيل عن جميع محتويات القصّة.
«فحدّثني محمّد بن علي بن بلال ، عن يونس قال : اختلف يونس وهشام بن إبراهيم في العالم الذي أتاه موسى عليهالسلام أيّهما كان أعلم ، وهل يجوز أن يكون على موسى حجّة في وقته وهو حجّة الله على خلقه ، فقال قاسم الصيقل : فكتبوا ذلك إلى أبي الحسن الرضا عليهالسلام يسألونه عن ذلك فكتب في الجواب : أتى موسى العالم فأصابه وهو في جزيرة من جزائر البحر إمّا جالساً وإمّا متّكئاً فسلّم عليه موسى فأنكر السلام إذ كان بأرض ليس فيها سلام ، قال : من أنت؟ قال : أنا موسى بن عمران ، قال : أنت موسى بن عمران الذي كلّمه الله تكليما؟ قال : نعم ، قال : فما حاجتك؟ قال : جئت أن تعلّمن ممّا علّمت رشداً ، قال : إنّي وكِّلتُ بأمر لا تطيقه ووكِّلتَ أنت بأمر لا أطيقه ، ثُمّ