للإنسان فقد قال الإمام الكاظم عليهالسلام : «إنّ لله على الناس حُجَّتين حجّة ظاهرة وحجّة باطنة فأمّا الظاهرة فالرسل والأنبياء والباطنة فالعقول»(١).
فمن هنا يتبيّن أنَّ القرآن الذي جاء به الرسول الظاهري (الرسل) لم يكن مخالفاً قطّ مع نتاج الرسول الباطني أي العقل ، فعلى هذا الأساس لا غرو أنّ بعض الآيات لا تفسَّر إلاّ اعتماداً على القواعد والاستلزامات العقلية ، وإنّ عدم الاعتناء بالقواعد العقلية القطعية يؤدِّي إلى الانحراف في التفسير ، وبناءً على ذلك فإنّ الأئمّة المعصومين عليهمالسلام استفادوا في بعض الأحيان في تفسير القرآن الكريم من البراهين والأصول والقواعد العقلية لتفسير آيات القرآن وخاصّة الآيات التي لها صلة بالعقيدة وإثبات وحدانية الله تبارك وتعالى.
فإنّ الاستفادة من البرهان والقرائن العقلية في التفسير لبيان وإيضاح مفاهيم ومقاصد الآيات القرآنية يقال له التفسير العقلي ، وتفسير القرآن اعتماداً على العقل إنّما يتمّ على نحوين : النحو الأوّل التصريح بالقوانين العقلية ، والنحو الثاني : بيان الأمور الّتى تتمخّض عن القوانين العقلية وهي (المستلزمات العقلية).
أ) التصريح بالقوانين العقلية :
المقصود من القوانين العقلية هو بيان قوانين مثل عدم إمكان اجتماع الضدّين والنقيضين لكونها من المحالات ، قانون العلّية ، الحدوث والقِدَم ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الكافي ١/١٦.