قصره على وجهه فشكرت الجنّ الأرضة على صنيعها ، فلأجل ذلك لا توجد الأرضة في مكان إلاّ وعندها ماء وطين وذلك قول الله عزّ وجلّ : (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ـ يعني عصاه ـ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ)(١)»(٢).
٤ ـ وفي تفسيره آية (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)(٣) ذكر عليهالسلام روايةً عن الإمام الصادق عليهالسلام بواسطة أبيه عليهالسلام :
«سمعت عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام يقول عن أبيه موسى عن أبيه جعفر بن محمّد عليهالسلام في قوله عزّ وجلّ : (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِن قَوْلِهَا)(٤) قال لمّا قالت النملة (يَا أَيُّهَا النَّـمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَـانُ وَجُنُودُهُ)(٥) : حملت الريح صوت النملة إلى سليمان وهو مارٌّ في الهواء والريح قد حملته فوقف وقال : عَلَيَّ بالنملة ، فلمّا أتي بها قال سليمان : يا أَيّتها النملة أما علمت أنّي نبيٌّ وأنِّي لا أظلم أحداً؟! قالت النملة : بلى ، قال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سبأ : ١٤.
(٢) عيون أخبار الرضا ١/٢٦٥.
(٣) النّمل : ١٩.
(٤) النمل : ١٩.
(٥) النمل : ١٨.