انتهاء استتباب أمر الرسالة المحمّدية وقيام دولة الإسلام وإرساء دعائمها ؛ حتّى أنّ القاري لخطبتها يمكنه أن يستبطء أموراً تاريخية تجلّت من وراء قدرة السيّدة المعصومة على مخاطبة القوم بالحقيقة الجليّة التي يعرفونها تمام المعرفة وينكرونها ، لذلك أقبلت عليها السلام بتوجيه الخطاب إليهم حجاجاً على الموقف الذي تبنّوه ضدّها عليها السلام ، لذلك كان للأداة (حتّى) وقعاً حجاجيّاً بارزاً في تقوية الحجّة بالدليل.
الفاء :
وفيها أنواع : الترتيب ، والتعقيب ، والسببية(١) ، وهي التي ما بعدها لازم لما قبلها(٢) ، وعلى أيّة حال فهي كيف ما وجدت فهي للتشريك في الحكم والمتابعة.
وقد وردت في خطبة السيّدة الزهراء عليهاالسلام على اختلاف أنواعها ، من ذلك قولها : (ابتعثه الله إتماماً لعلمه ، وعزيمةً على إمضاء حكمه ، فرأى الأمم فرقاً في أديانها ، عكفاً على نيرانها ، عابدةً لأوثانها ، منكرة لله مع عرفانها ، فأنار الله بمحمّد ظلمها ، وفرّج عن القلوب بهمها ، وجلا عن الأبصار عمهها)(٣).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مغني اللبيب : ١/١٦١ـ١٦٣.
(٢) شرح الرضي : ٤/٤٦٧.
(٣) دلائل الإمامة : ١١٢ ، الاحتجاج : ١/١٣٣ ، البحار : ٢٩/٢٢٢.