أنّ المراد (١) لم نكن (٢) من أهل الصلاة والإيمان. وذلك أنّ هذا يقتضى التّكرار للمعنى الواحد ، لأنّ قوله ـ سبحانه ـ (٣) : ﴿ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴾ ، يغنى عن أن ينفي أن يكونوا من أهل الصلاة والإيمان. وأيضا فإنّ الظّاهر (٤) من قول القائل : لم أك مصلّيا ، نفي فعل الصلاة ، دون الإيمان بها.
وقد تعلّق من خالفنا بأنّ الكافر لا يصحّ منه مع كفره شيء من العبادات ، فيجب أن لا يكون مخاطبا بها ، كما لو كان عاجزا أو ممنوعا.
والجواب عن ذلك أنّ الكافر تصحّ (٥) منه العبادات (٦) ، بأن يقدّم الإيمان عليها ، ثمّ يفعلها ، وجرى مجرى المحدث الّذي (٧) هو مخاطب بالصّلاة ، وإن لم تصحّ (٨) منه مع الحدث ، لكنّه يقدر على تقديم إزالة الحدث ثمّ فعل الصلاة. ويجب على هذا أن لا يكون القاعد مخاطبا بالصلاة ، ولا (٩) القائم أيضا إليها (١٠) ، لأنّه (١١) لا يتمكّن في الحال الثّانية من جميع أركان الصّلاة ، وإنّما يقع (١٢) منه على ترتيب. والعاجز أو
__________________
(١) الف : + انه ، ج : + به.
(٢) ج : نك.
(٣) ب وج : تعالى.
(٤) الف : الض.
(٥) الف : يصح.
(٦) الف : العبادة.
(٧) ج : + و.
(٨) الف وج : يصح.
(٩) ج : ـ لا.
(١٠) الف : إليها ايظ.
(١١) ب وج : فانه.
(١٢) ج : تقع.