تحكّم على (١) أهل اللّغة ، وإذا أوجبنا أن يضعوا لهذا المعنى لفظا (٢) ، فأيّ فرق في الإنباء عن مرادهم بين ما هو بصيغة (٣) الخبر وبين ما هو بصيغة (٤) الأمر. على أنّ ذلك يعكس عليهم ، فيقال (٥) : معنى النّدب معقول لهم ، فيجب أن يضعوا له لفظا ينبئ عنه ، ولا لفظ إلاّ قولهم : افعل. فإن عدلوا إلى أن يقولوا : قد وضعوا لذلك ندبت ، قلنا في الإيجاب مثله.
ويقال لهم فيما تعلّقوا به ثالثا : لا نسلّم لكم أنّ لفظة عاص لا تدخل (٦) إلاّ في الوجوب أو الإيجاب ، لأنّ من خالف في الشّاهد ما ندب إليه أو أرشد إليه يقال : عصى ، بل يقال ذلك في المشورة (٧) ولا خلاف أنّه لا إيجاب فيها ، ولفظة (٨) عاص لا تفيد (٩) فعل قبيح ، كما أنّ إطلاق لفظ مطيع لا يدلّ على فعل (١٠) حسن ، وإذا أضفنا فقلنا : أطاع الله تعالى فهو دالّ (١١) على زيادة على الحسن ، فإنّ الله تعالى لا يأمر إلاّ بما له صفة الوجوب أو النّدب ، وإذا قلنا : عصى الله ـ سبحانه ـ في كذا ، فالمعنى أنّه خالف (١٢) أمره و(١٣) إرادته. وقد يدخل ذلك في الوجوب (١٤) والنّدب معا ، فإذا
__________________
(١) الف : من.
(٢) ج : لفظ.
(٣) الف : بصنعة.
(٤) ب : ـ الخبر وبين ما هو بصيغة.
(٥) الف : فقال.
(٦) ج : يدخل.
(٧) الف وج : المشهورة.
(٨) ب : فلفظة
(٩) ج : يفيد.
(١٠) ج : ـ فعل.
(١١) ج : ذاك.
(١٢) ج : خلاف.
(١٣) ب : أو.
(١٤) ب : الواجب.