وليس لأحد أن يلزم ـ على ذلك ـ جواز استثناء (١) الكلّ ، لأنّ ذلك يخرجه من كونه استثناء ، لأنّ من حقّه أن يخرج بعض ما تناوله الكلام.
وتعلّق المخالف بأنّه (٢) لم يجد أهل اللّغة استثنوا الأكثر ، غير صحيح ، لأنّه ليس كلّ شيء لم يجدهم (٣) فعلوه لا يجوز فعله ، ألا ترى أنّا ما وجدناهم يستثنون (٤) النّصف وما قاربه ، وإن كان جائزا بلا خلاف ، وليس كلّ شيء هو الأحسن لا يجوز خلافه ، لأنّ الأحسن عندهم تقديم الفاعل على المفعول ، ثمّ لم يمنع ذلك من خلافه.
فإن قيل : أ فيدلّ دخول الاستثناء على الجملة على عموم اللّفظ بعد ما أخرجه.
قلنا : قد ذهب قوم إلى ذلك ، والصّحيح أنّه (٥) يبقى على ما كان عليه من الاحتمال ، وإنّما تأثير الاستثناء إخراج (٦) ما تناوله (٧) ، يوضح ذلك أنّ القائل إذا قال : « ضربت غلماني إلاّ زيدا » يجوز له (٨) أن يقيم (٩) لنا أيضا (١٠) دليلا على أنّه ما ضرب أيضا عمراً ، فالاحتمال باق.
__________________
(١) ج : الاستثناء.
(٢) الف : انه.
(٣) الف : نجدهم.
(٤) ب : يستثنوا.
(٥) ب وج : ان.
(٦) ب : خراج.
(٧) ب : يناوله.
(٨) ب وج : ـ له.
(٩) ب : يقسم.
(١٠) الف : ـ أيضا.