نقول في حدّ العلم : إنّه (١) اعتقاد للشّيء على ما هو به مع سكون النّفس. ونعتذر (٢) ، بأنّا أبنّاه ، بقولنا اعتقاد ، من سائر الأجناس. وبتناوله (٣) المعتقد على ما هو به ، من الجهل. وبسكون النّفس ، من التّقليد. فألاّ جاز أن نقول (٤) في حدّه عرض (٥) ، لبيّنه (٦) عن (٧) الجوهر. ويوجب حالا للحيّ ، لبينه (٨) ممّا يوجب حالا للمحلّ. ويحلّ القلب ولا يوجد إلاّ فيه ، لبينه (٩) ممّا يحلّ الجوارح.
والعلم ينقسم إلى (١٠) قسمين. أحدهما : لا يتمكّن العالم به (١١) من نفيه (١٢) عن نفسه (١٣) بشبهة (١٤) إن انفرد ، وإن شئت قلت لأمر يرجع إليه ، وإن شئت قلت على حال من الحالات. والقسم الآخر : يتمكّن من نفيه عن نفسه على بعض الوجوه. والقسم الأوّل على ضربين. أحدهما (١٥) : مقطوع على أنّه علم ضروريّ و(١٦) من فعل الله تعالى فينا ، كالعلم بالمشاهدات وكلّ ما (١٧) يكمل به العقل من العلوم. والقسم الثّاني :
__________________
(١) ب وج : بأنه.
(٢) ب وج : يعتذر.
(٣) الف : يتناوله ، وج : تناوله.
(٤) ب وج : يقول.
(٥) ب : ـ عرض.
(٦) ج : لنبينه.
(٧) ب وج : من.
(٨) ب : وبنيته ، وج : لنبينه.
(٩) ب : لبنيته ، وج : لنبينه.
(١٠) ب : ـ إلى.
(١١) ب : ـ به.
(١٢) ب : نفسه.
(١٣) ج : نفعه.
(١٤) ب وج : لشبهة.
(١٥) ب : إحداهما.
(١٦) ب : ـ و.
(١٧) ج : كلما.