أهل اللّغة ويراد به تارة الفور ، وأخرى التّراخي ، وقد بيّنّا أنّ ظاهر استعمال اللّفظة في شيئين يقتضى أنّها حقيقة فيهما ، ومشتركة بينهما.
وأيضا ، فإنّه يحسن بلا شبهة أن يستفهم المأمور مع فقد العادات والأمارات هل أريد منه التّعجيل أو التّأخير ، و(١) الاستفهام لا يحسن إلاّ مع احتمال اللّفظ واشتراكه ، و(٢) دفع حسن الاستفهام هاهنا كدفعه (٣) في كلّ موضع.
وأيضا ، فإنّه يحسن بغير إشكال أن يتبع القائل قوله : قم وما أشبه ذلك من الأمر ، أن يقول : السّاعة (٤) ، وفي الثّاني ، أو بأن يقول : متى شئت ، فلو كان اللّفظ موضوعا (٥) لفور أو تراخ ، لما حسن ذلك ، ولكان ذكره عبثا ولغوا (٦).
وقد استدلّ من ذهب إلى الفور بأشياء :
أوّلها أنّ الأمر قد اقتضى وجوب الفعل ، وتجويز تأخيره يلحقه بالنّوافل الّتي لا يجب فعلها.
وثانيها أنّ الأمر في الشّاهد يقتضى التّعجيل ، بدلالة ذمّهم وتوبيخهم من أخّر ذلك.
__________________
(١) ج : أو.
(٢) ب وج : + من.
(٣) ب وج : كدافعه.
(٤) ج : ذا لساعة.
(٥) ب : موضعا.
(٦) ب : ـ ولغوا.